مقاطع من مدائن الأسفار – محمد القيسي

على جواد الانتظار

أرحل في المساء يا أحبّتي إلى مدائن النهار

أعانق الآتي على جناح ريح

تنشلني يداه من قرارة البحار

فأستريح

وتنتهي الأسفار

رأيت سيدي المسيح

يبكي على الضفاف

والنهر يستحمّ تحت غيمة من الدخان

أومأ لي وما ابتسم

وكان صمته اعتراف

بما يعاني من ألم

وراح في تطواف

رأيته على الخليج

ممتطيا خيول الحزن

يشكو من اغتراب

أعماقه تمور بالنشيج

سألته فما أجاب

وانسل ّمن عينيّ الزحام ،

عبر رحلة اغتراب

طوّفت وحدي في حدائق المساء

قبرّة بلا غناء

نادمت في الشوارع الملساءغربتي العجوز

وحينما جرعت كأسي الأخير واستضافني البكاء

مالت برأسها إليّ ، تمتمت ،

الدمع يا صديقي الحزين لا يجوز ‍

أحبابنا في الريح والأهوال والمطر

أحبابنا هناك في العراء

يسطّرون روعة البقاء

ويجدلون من عذابهم للمجد أغنيات

ويبسمون رغم قساوة الحياة

أحبابنا ،

والأرض ،

والإنسان في خطر ..