مشاهد – بهيجة مصري إدلبي

مشاهد

إلى الجنوب الصامد وإلى كل المقاومين الشرفاء والنصر آت بإذن الله

لايدي مرآةُ تنبي

عن رؤايْ

لا ولا صوتي حمامٌ

حطَ في برج أنايْ

فأنا الآن حروفٌ

من دماءْ

ودماءٌ

صاغها الموتُ رداءً

فرداءْ

ياطيورَ الحلم مالي

أغطشَ الحزنُ عيوني

واستوتْ خلف انكساري

مقلتايْ

صورةٌ أخرى

ويبدو مشهدُ الصمتِ جليا

خنقَ الليلُ صلاتي

ثم ألقى

بردةَ الموتِ عليَّ

ليتني ما كنتُ يوماً

ليتني ما كنتُ شيّا

رشحتْ منيّ

حكاياتي

وتاريخي

وماتتْ كلماتي

وبكى الموتُ

على أشلاءِ ذاتي

مشهدٌ للموتِ

في الأفق تجلّى

عرباتٌ من دم ِ الأطفال ِ

من أحلامهمْ

قال طفلٌ نصفهُ عنهُ

تخلّى:

ياملوكَ العربِ ياساداتُ

في كل الجهاتْ

هل ستبدو صورتي

فوق شاشاتِ الفضائياتِ أحلى

نصفُ طفل ٍ

يصرخُ الآن وأنتمْ خانعونْ

ألفُ كلا

للمذلةْ

ألفُ كلا

مشهدُ الموت ِ تجلّى

طفلةٌ قامتْ من الموت

وحيدةْ

فتشتْ أشلاءَ من ماتوا صباحا

حملتْ رِجْلاً

وقالتْ : هذه رِجْلُ أخي

في وجوهِ الزعماءْ

وجدتْ شَعْراً حزينا

حمَلتْه رددتْ :

خصلةٌ من شعر أختي

حملتْ كفاً وقالتْ:

كفُ أمي

مسحتْ شعري مساءً

كي أنامْ

ثم ضمَّتْني إلى الصدر الذي

ضاع ما بين الركامْ

ضمتْ الكفَ وألقتْ

نفسها فوقَ الرمادْ

حملوها بين أشلاءِ الجميعْ

في جريدةْ

مشهد للصمتِ والموتِ تجلّى

هلْ دمُ الأطفال ِ يكفي

ياملوكُ

تعبَ الموتُ

من الموتِ

وأنتمْ

صمتكمْ في كل ما يجري شريكُ

كمْ من الموتِ

ليرضى

سيدُ الشرق ِ الجديدْ

هل تريدون لقانا

ألفَ قانا

كي تناموا بهدوءٍ وخنوع ٍ كالعبيدْ

مشهدٌ للريح ِ

والشعبِ العنيدْ

عاشقٌ للأرض ِ

فوقَ الأرض ِ صلّى

ثم أوحى

لجهاتِ الأرض ِ

وحدي لن أذِلا

رشقَ الدّمَّ

بوجهِ الذل ِ

فجراً

فرأى الأشلاءَ نخلا

وبريقُ النصر

في القلب تجلّى

قال أولى لكمُ

ياملوكَ الذل ِ

أولى

إنَّ في أرض ِ الجنوب ِ

الدّمُّ أغلى

من عروش ٍ صارَ

فيها العيشُ ذُلاّ

فاتركوا وردَ الجنوبْ

لا تزيدوا القتلَ قتلا

إنما هذا الجنوبْ

نهضَ الآنَ

فخلوه وحيداً وغريبا

دمهُ مذْ كانَ

لا يرضى الهروبا

فاتركوه

يصنعُ النصرَ العجيبا

خلقَ اللهُ جهات ِ الأرض ِ

ماءً

ومن الدّم

قد صاغَ الجنوبا