مرآة الحجاج – أدونيس
(… ليس له وراءْ
يرفضُ ثَديَ أمّهِ:
كانَ اسمُهُ الحجّاجْ.
وثقبوا فأراً
وثقبوا وراءه
ودهنوا بدمه الحجاج
وذبحوا تيْساً ودَهنوا بدمه الحجاج
فالتذّ بالدّماءْ
صارت له رضاعةً وأمّاً.
…
واستطرد الراوي:
… وصعد المنبرَ في يديهِ
قوسٌ، وفوقَ وجهه لثامْ
وقال، بالسّهام والقناع، لا بالصّوتِ والكَلامْ:
“أنا ابنُ جلا وطلاّع الثنايا…”
… أنا هو السّؤالُ والنّبراسْ
أنا هوَ الفَرّاسْ
ويلٌ لمن يكون من فرائسي…)
…
وَزُلزِلَ المكانُ
واهتزّتِ البلادُ مثلَ شجرَهْ
وسقط المسجدُ مثلَ ثمَرهْ
وسقط الزّمانُ.