مددت طرافك للائذين – جبران خليل جبران
مددت طرافك للائذين … عوذت من دهرك العائذين
وأوليت برك من يرتجيه … أبالبر أول ما تشعرين
شعاع الفريدة في المالكات … وبنت المرحب في المالكين
حمى الله دارا إليك اعتزت … وباسمك أصحت حمى المحتمين
تداوي العليل وتأسو الجريح … وتشكي الحريب من المشتكين
وتعنى بعافية المهات … وترعى البنات وترعى البنين
ومن أرشد الرأي ألا تفوت … عنايتتها فئة الوسطين
بمصر الجديدة قد أنشئت … وتشمل جيرانها المعوزين
وإن هي إلا نواة لما … تهيئه نية المحسنين
فبشر أهالي هذي الضواحي … بيقظة أعيانها المصلحين
مقدمهم واسمه وصفه … هو الطاهر الأريحي الرصين
وفي اسم شفيق دليل عليه … ومن مثله ينصر البائسين
وأما رياض ففي نفسه … رياض بأخلاقه يزدهين
له ولأعوانه أي فضل … عظيم فكل بحمد قمين
وكل من الصحب أسدى يدا … فوفى وكل بحمد قمين
مؤسسة وهبت دارها … لها بارك الله في الواهبين
تصرف فيها أيادي الكرام … بقلب عطوف وفكر رزين
سراه الحمى ما أعز الحمى … بكم من دعاة ومن شاهدين
يسر الكنانة إجماعكم … وأسمى المنى أن تروا مجمعين
ففي مثل هذا إذا ما بذلتم … فلستم غلاة ولا مسرفين
وخلوا الأولى بخلوا باليسير … فهل بارك الله للباخلين
وآتوا زكاتك عن رضا … تقية غيتائها مكرهين
تقية إنفاق أضعافها … ولا اجر إذ ذاك للمنفقين
إذا استأر المرء بالخير دون … أخيه فذلك رأي الأفين
وإن شقي الناس من حولنا … أفي الحق أنا من الناعمين
أيصلح مجتمع ليس فيه … لمن يستعين به من معين
أما علمتنا الرزايا التي … تصب المنايا على الوادعين
بأنا إذا ما أبينا الزكاة … لم نك في سربنا آمنين
وأنا برحمتنا للضعاف … نكون لنفسنا راحمين
ألا أيها السادة الحافلون … بمفتتح هو فتح مبين
فهمتم زمانكم فاهنأوا … بإقراضكم ربكم عن يقين
مفاخر فاروق في عصره … تجاوز مقدرة المادحين
سواء بقدوته أم بما … يوجه من همم المقتدين
أبر الملوك الأولى حببوا … سجايا الملوك إلى العالمين
وما همه غير إسعاد من … سوس وإصلاح دنيا ودين
فمن منه أخلق في السائدين … بوصف الرشيد ونعت المين
ليكلأه رب العلى وليصن … من الدهر حصن البلاد الحصين
وينم الأميرة فريال في … ذرا أهلها أشرف المنجبين
فتشهد في الغد ما قدمت … من الخير في اوليات السنين