محاولة في فرح النقطة – أديب كمال الدين

(1)

الصباحُ قطعةُ كفن

فتعالي يا نقطة الطفولة

قبّلي خرابي كلّ سنةٍ مرّة

وضعي على رأسي الذي شيّبتهُ الحروب

حرفَ أمل وغصنَ حياة

تعالي فالصباح عباءة سوداء

عليها سقط عصفورُ روحي كسير الجناح

تعالي، ولو بقطعة من خشب

نعالج عظامه البيض

ولو بقطعةٍ من وهم

نمسح دمعَ عينيه البريء.

(2)

فرحتكِ غيمة من حرير

فرحتكِ مباهج الفقر

فرحتكِ شمس حية

لم تلوّثها الأكاذيب

ولم تبدل حروفها الترّهات

فرحتكِ أعيادي التي سرقها اللصوص

وشبابي الذي غيّبته دجلةُ الغموض

لذا اقتربي يا نقطة الطفولة

علّنا نعيد لأزهار الشارع

عناوين حبّ ضاعت

علّنا نعيدُ للفجرِ فرحتكِ: مباهج المحزونين

والذين بلا غدٍ أو شموس.

(3)

هكذا اكتملتِ

واكتملتْ فرحتك

وقت سقوط العالم في بحار التفاهة

هكذا نضجتِ

ونضجتْ فرحتك

وقت أن غزت السوق

أنواعُ الفواكهِ الفجّة

هكذا ارتفعتِ

وارتفعت فرحتكِ بعيداً بعيداً

مثل بالونة ترتفعُ في الهواء

والطفلُ قربي يصيحُ بي:

“امسكْ بها يا أبي

امسكْ بها يا أخي

امسكْ بها يا شبيهي”..

فلا أستطيع.