ماالذي بوسعنا – بهيجة مصري إدلبي

إذا خاننا الهواء ؟

قل ما الذي بوسْعِنا

أنْ نَفْعَلَهْ

من بعد هذي الأغنيات المذهلةْ

قل ما الذي ياسيد الشعر الذي

سحرُ الليالي كللهْ

من بعد مملكةٍ من الصلواتْ

من بعد غاباتٍ من الكلماتْ

من بعد سِفْر الأغنياتْ

من بعد تاريخ من الآياتْ

قل ما الذي بوسْعِنا

ياقامة الغيمِ

ويا دفء الشتاءْ

يا نخلة في غابة الأسماءْ

قل ما الذي بوسْعِنا

في غابةٍ

سَرَقْتَ منها سرَّها

خبَّأْتَ أشجار الرؤى في مقلتيك

والمرايا في يديكْ

كنَّا من البرد نخبّي حلمنا

نعد قهوة المساءْ

نغفو على دفء القصيدةْ

فيهطل المدى غناءْ

” الحـبُ في الأرضِ شيءٌ من تخيُّلِنـا

لـو لـمْ نجدْهُ عليهـا لاخـترعناهُ “

تبردُ القهوةُ والليل يغني

تطلعُ الأعشابُ من راحاتنا

تتجلى ربَّةِ الشعرِ علينا

وتهطلُ الأعنابُ من دالية السر

نغنِّي

ينفض الوقت مسافات الجهاتْ

كيفَ يُرضيكَ الغيابُ

عن مدارات الجنونْ

هل تُرى

قد ذبحتكَ إمرأةٌ عشقا

بنصل من غرامْ

أم تُرى

قد طعنتكَ السنواتْ

فاسترحت اليوم من ثقل الحياةْ

عدت للبرية الخضراء للحلم القديم

في زمانٍ يصلبُ الشعرَ

ويغتال الحكيمْ

يذبح الحلم بسكين عقيمةْ

يسرق الخبز ويسقينا حميمهْ

كيفَ تستلقي مريضاً

يا أبا توفيق قم

مهرةُ الشعرِ وحيدة ْ

تاه عنا الوقت بل تاه الطريق

فامنح الأسرار للرمل

لتختال القصيدةْ

تنهض الأنهار من آلائها

يهبط الغيم عليها

كي يلاقيه المطر

كيف تمضي

ليلنا صار طويلا

حلمنا بات قتيلا

بعدما خان أغانيك النداء

بعدما خان أمانينا الهواءْ