لِمَنِ حلّة ٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ – عرقلة الكلبي
لِمَنِ حلّة ٌ ما بين بُصرى وصَرْخَدِ … تروح بها خيل الجلاح وتغتدي
ونارٌ بقلبي مثلها لأهيلها … تُشَبُّ لضيفٍ متهمٍ ولُمْنجِدِ
وممشوقة ٍ رقّتْ ودقتْ شمائلاً … إلى أن تساوى جِلدُها وتجلدي
من الخفراتِ البيضِ تُغنيِ لحاظها … عن المُرْهَفَاتِ البيضِ في كل مَشْهَدٍ
حجازية ُ الأجفانِ والخصرِ والحشا … شآميّة الأَردافِ والنَّهد واليَد
إذا ابتسمت فالدُّرُّ عقدُ منضّدٌ … وإن حدّثت فالدرُّ غير منضدِ
وألمى كمثل البدر جيوبهُ … على خوطِ البانة ِ المتأوِّدِ
له مقلة ٌ سكرى بغير مدامة ٍ … ولي مقلة ٌ شكرْى بدمعٍ مَورَدِ
رعى الله يوماً ظلَّ في ظلَّ أيكة ٍ … نديمي عرى زهر الرياضِ ومنشدي
وكأساً سقانيها كِقنْديل بيعة ٍ … بها وبه في ظلمة ِ الليلِ نهتدي
متعقة ً من قبلِ شيثٍ وآدمٍ … محلَّلة ً من قبل عيسى وأَحمدِ
صفت كدموعي حين صدَّ مديرها … ورقّت كَدِيني حين أَوفى بموِعدِ
وفي الشيب لي عن لاعج الحبّ شاغلٌ … وقد كنت لولا الشيبُ طلاعَ أنجدِ
رمى شعري بعد السواد بأبيضٍ … وحَظي من بعد البياضِ بأسوَدِ
فلا وجدَ إلا ما وجدتُ من الأسى … ولا حمد إلا للأمير محّمدِ