لَم يَضحَكِ الوَردُ إِلّا حينَ أَعجَبَهُ – علي بن الجهم

لَم يَضحَكِ الوَردُ إِلّا حينَ أَعجَبَهُ … حُسنُ النَباتِ وَصَوتُ الطائِرِ الغَرِدِ

بَدا فَأَبدَت لَنا الدُنيا مَحاسِنَها … وَراحَتِ الراحُ في أَثوابِها الجُدُدِ

ما عايَنَت قُضُبُ الرَيحانِ طَلعَتَهُ … إِلّا تَبَيَّنَ فيها ذِلَّةُ الحَسَدِ

بَينَ النَديمَينِ وَالخِلَّينِ مَضجَعُهُ … وَسَيرُهُ مِن يَدٍ مَوصولَةٍ بِيَدِ

قامَت بِحُجَّتِهِ ريحٌ مُعَطَّرَةٌ … تَجلو القُلوبَ مِنَ الأَوصابِ وَالكَمَدِ

فَبادَرَتهُ يَدُ المُشتاقِ تَسنُدُهُ … إِلى التَرائِبِ وَالأَحشاءِ وَالكَبِدِ

كَأَنَّ فيهِ شِفاءً مِن صَبابَتِهِ … أَو مانِعاً جَفنَ عَينَيهِ مِنَ السَهَدِ

لا عَذَّبَ اللَهُ إِلّا مَن يُعَذِّبُهُ … بِمُسمِعٍ بارِدٍ أَو صاحِبٍ نَكِدِ