لو كان من شكوى الصبابة مشكيا – عماد الدين الأصبهاني

لو كان من شكوى الصبابة مشكيا … لعدا على عدوى الصبابة معديا

مات الرجاء فإن أردت حياته … ونشوره فارج الإمام المحييا

أقضى القضاة محمد بن محمد … من لست منه للفاضل محصيا

قاض به قضت المظالم نحبها … وغدا على آثارهن معفيا

يا كاشفا للحق في أيامه … غررا يدوم لها الزمان مغطيا

لم تنعش الشهباء عند عثارها … لو لم تجدك لطرد حلمك مرسيا

رجفت لسطوتك التي أرسلتها … نحو الطغاة لحد عزمك ممهيا

وتظلمت من شرهم فتململت … عجل أرجازتها عليها مبقيا

أنفت من الثقلاء فيها إذ رمت … أثقالها ورأتك منها ملجيا

حلب لها حلب المدامع سيل … أن لاقت الخطب الفظيع المبكيا

وبعدل نور الدين عاود أفقها … من بعد غيم الغم جوا مصحيا

أضحى لبهجتها معيدا بعدما … ذهبت وللمعروف فيها مبديا

لأمورها متدبرا لشتاتها … متألفا لصلاحها متوليا

فالشرع عاد بعدله مستظهرا … والحق عاد بظله مستذريا

والدهر لاذ بعفوه مستغفرا … مما جناه مطرقا مستحييا