لم يندمل جرحنا بعد – جمال مرسي

ما زِلتُ في كَمَدٍ من مَوْتِ ياسينِ … حتّى أتى خَبَرٌ أدمى شراييني

لم يبرأِ الجُرْحُ مُذ أدماهُ مُختَبِلٌ … حتّى ثوى غيرُهُ في القلبِ يُدميني

يا حسرةَ النفسِ كادَ الغيظُ يخنِقُها … و النارُ في خافقي أَجَّتْ لتكويني

بالأمسِ (ياسينُ)، ثُمَّ اليومَ أتْبَعَهُ … (عبد العزيزِ) شهيدُ الحقِّ و الدِّينِ

قُلْ للعلوجِ ، كفاكُمْ من مدامِعِنا … نسجَ اْنتصاراتِكُمْ أبناءَ صهيونِ

ما دمعةٌ سَقَطَتْ إلا لتحرِقَكُمْ … و في الصُّدوُرِ بنا غَلْيُ البراكينِ

لا لنْ يطولَ زمانُ العُهرِ يا فِئَةً … من أنجسِ الخلقِ يا نسلَ الشياطينِ

(عبدُ العزيزِ) أبِيٌّ نالَ بُغْيَتَهُ … و للجِنانِ مضى للخُرَّدِ العِينِ

تَزُفُّهُ الحُورُ ، و الأنظارُ ترمُقُهُ … و قد تَنَعَّمَ في روضاتِ نسرينِ

ما كان يُرهِبُهُ موتٌ يُلاحِقُهُ … و لا ثََنَى عزمَهُ تهديدُ مأفونِ

و لا تَرَاجَعَ و القُضبانُ تحْجبُهُ … عن قولةِ الحقِّ ضدَّ الغاصبِ الدُّونِ

يا ساكبَ الدَّمعِ ، كفكفْ دمعَ نائِحَةٍ … ما عاد ينفَعُنا دمعُ المساكينِ

ما عادَ يَنْفَعُنَا إِلاَّ اْنتِفاضَتُنَا … حتّى يَمُنُّ الذي يُعطي بتمكينِ

هذا يُذيقُهُمُ موْتاً بقنبلةٍ … و ذاكَ يَزْرَعُهُ في نصلِ سكِّينِ

و تلكَ تُنجِبُ أطفالاً ، مدافِعُهُم … حِجَارةٌ مِنْ لَهِيبِ اْلصَّخْرِ و الطِّين

ِ(شارونُ) أو (بوشُ) ما عُدْنا نَهَابُهُما … حتّى و إِنْ أطلقا جيشَ الثعابينِ

و من يُرِدْ عِبْرةً ، ففي(الفلوجةِ) ما … يبغاهُ أو في ثرى(يافا) و(جينينِ)

يا باحثاً عن سلامٍ كُلُّهُ كَذِبٌ … ما عادَ سجعُ حمامِ السلْمِ يشجيني

ما لليهودِ عُهُودٌ مُنذُ أَخْبَرَنا … نَبِيُّنا ، قائدُ الغُرِّ الميامينِ

و كَيْفَ نَأْمَنُ قوماً لا أمانَ لَهُمْ … أو نَرْتَضِي حِضْنَ مَنْ يسعى لِيُفْنيني

أَبْواقُهُمْ طَفِقَتْ كالبومِ ناعِقَةً … أنْ نحنُ أُمَّةُ إرهابٍ و تخوينِ

أهلاً بِإِرْهَابِنا إِنْ كانَ يُنْقِذُنا … مِنْ بينِ أنيابِ أَنْجاسٍ ملاعينِ

و كيفَ أنتُمْ إذنْ و البغيُ في دَمِكُمْ … يا عُصبةً غَدَرَتْ كُلَّ الأحايينِ

(عبدَ العزيزِ) هنيئاً طِيبَ منزِلِكُمْ … في دارِ عَدْنٍ بجَنْبَ الشَّيْخِِ (ياسينِ)

قد كنتَ في هذه الدنيا تلازِمُهُ … و شاءَ ربُّك جمعَ (الراءِ) ب(الشينِ)