لمَّا أَتمَّ نوحٌ السَّفِينهْ – أحمد شوقي
لمَّا أَتمَّ نوحٌ السَّفِينهْ … وحَرَّكَتْها القُدْرَة المُعِينهْ
جَرى بها ما لا جَرَى بِبالِ … فما تعالى الموْجُ كالجِبالِ
حتى مشى الليثُ مع الحمار … وأَخَذ القِطُّ بأَيدِي الفارِ
واستمعَ الفيلَ إلى الخنزيرِ … مُؤتَنِساً بصوتِه النَّكيرِ
وجلس الهِرُّ بجنب الكلبِ … وقبَّل الخروفُ نابَ الذِّئبِ
وعطفَ البازُ على الغزالِ … واجتمع النملُ على الأكَّال
وفلت الفرخة ُ صوفَ الثعلب … وتيَّمَ ابنَ عرسَ حبُّ الأرنبِ
فذهبتْ سوابقُ الأحقادِ … وظَهر الأَحبابُ في الأَعادي
حتى إذا حطُّوا بسفحِ الجودي … وأيقنوا بعودة ِ الوجودِ
عادوا إلى ما تَقتَضيهِ الشِّيمهْ … وَرَجَعُوا للحالة القديمه
فقسْ على ذلك أحوالَ البشرْ … إذْ كلهم على الزمان العادي