لمن الأمرُ غيرهُ سبحانهُ – مصطفى صادق الرافعي
لمن الأمرُ غيرهُ سبحانهُ … أترى المرءُ دائناً ديانهْ
جرتِ الناسُ في الغرورِ بعيدا … وقضا اللهُ قد جرى جريانهْ
فكأنَّ البسيطَ ميدانُ سبقٍ … رامحاتٍ أفراسهُ فرسانهْ
إن دعا فارسٌ إلى الموتِ قرنا … سبقَ الموتُ نحوهُ أقرانهْ
فلكٌ دائرُ الحوادثِ والنا … سِ يظنونَ وقفةً دورانهْ
باعَ في لأرضِ انفساً بنفوسٍ … فلذا الموتُ ناصبٌ ميزانهْ
ربَّ ذي زينةٍ يميلُ على الأر … ض أرتنا أثوابهُ أكفانهْ
وإذا ما البستانُ أنب … تَ زهراً جعلَ الريحُ قبرهُ بستانهْ
إنما الأرضُ لابنِ آدمَ سجنٌ … وأرى الموتَ عندها سجّانهْ
فمن الجهلِ أن تشيعَ بالحز … نِ سجيناً قد فرّجوا أحزانهْ
فاتّئدْ أحمد فتلكَ سبيلٌ … كلُّ حيٍّ لاقٍ بها إخوانهْ
ما ترى النجمةَ المضيئةَ فجراً … كيفَ أغرى بها الضحى طوفانهْ
إنَّ نفساً أراكَ سلتْ عليها … درة أديت وكانت أمانهْ
صاغها اللهُ كالنسيمِ فلا غر … وإذا ما النسيمُ حلّ جنانهْ
فكلُّ الأمرِ للذي صرّفَ الأمرَ … وأحسن رضا تنل إحسانهْ
إن سخطَ النفوسِ كفرٌ بنعمى … اللهِ فليحرسِ الفتى إيمانهْ