للرِّيح في وَجَناتِ الوردِ تخميشُ – ابن معصوم المدني

للرِّيح في وَجَناتِ الوردِ تخميشُ … وللصبا بغصون البان تحريش

والنهرُ قد نقشَتْه السحبُ من طربٍ … كأنه معصمٌ بالدر منقوش

والروض بالزهر منضودٌ يروق لنا … كأنه مجلسٌ للصحب مفروش

وثغرُ نَوْر الأقاحي فيه مبتسِمٌ … وطرفُ نَرجسِه للَّهو مَدهوشُ

وطرَّة الآسِ ما بين الرِّياض لها … لما تلاعبت الأغصان تشويش

والورود تنشره ريح الصبا سحراً … كأنه عارضٌ باللثم مخدوش

والطيرُ فوقَ غُصون البان عاكفة ٌ … كأنَّما خانَها خوفُ النَّوى ريشُ

والدهرُ يضحكُ من ضحك الكؤوس به … وللمدام به لعبٌ وتجميش

وأفقنا بلآلي الغيث متشحٌ … وقُطرنا بمياهِ القَطْر مَرشوشُ

ونحن في مجلسٍ راقت محاسنه … فيه الرقيب عمٍ والواشي أطروش

فلا تسل عن لباناتٍ به قضيت … فليس يحسن عنها اليوم تفتيش