للريح موعدها – بهيجة مصري إدلبي

إلى الروائي الكبير الراحل

عبد الرحمن منيف

للريح موعدها مع الصحراء ِ

قاب نهايتين

من البكاءْ

ولنا على وجع الرمال

حكاية ٌ

مدنٌ من الملحِ

انكسارٌ

وانتظارٌ للعبورْ

نهرٌ تشظَّى في الجهاتِ

ورحلةٌ ضلت

هنا بين القبورْ

سربٌ من الصمت الحزين

يطوف منسيا هناك

مع المساءْ

للريح موعدها ولكنْ

ضلت الصحراءُ

وانكسر الغناءْ

للريح حزنٌ ……

طالَ حزن الريح

في هذي البلاد ْ

والنار ماكانت سلاما لا

ولا بردا على

أرض السوادْ

في القلب منفانا

وفي المنفى سريرُ الأشقياءْ

قومي ..

تقول الأغنياتُ

ولا مسافة

بين رأسي والرصاص

ولا مسافة

بين قلبي والخرابْ

ويدي تلوّح

للفراغ وحيدة

خلف السرابْ

قومي …

وأيُّ قيامة

وأنا مجرد هيكل

من بعض أعواد القصبْ

لا الريح

موعدها مع الصحراء

بل ضاعت

مواعيد الغضبْ …

أيامنا صارت

مواسم الحروبْ

طوبى لموتي أن يجيء

طوبى رحيلك

قبل أن يأتي السلامْ

بالبارجات

لينسف البيت الحرامْ

قومي …

سأفقأ مقلتيَّ لكي أنامْ

بين الهزيمة والهزيمة

لا أرى غير الهزيمةْ

والريح نائمة

على سرر الكلامْ

لاشك أني

سوف أفقأ مقلتيَّ

لكي أنامْ