للدولة العليا على ومآثر – أحمد فارس الشدياق

للدولة العليا على ومآثر … يشدو بها يوم الفخار الآثر

ساست ممالك ليس يعلم حدها … ولغاتها الا العليم القادر

وكانما هي اللغات جميعها … لغة فكل مادح او شاكر

سر حيث شئت من البلاد فلا ترى … الا النعيم وما اشتهاه الناظر

فكانما آجامها ورياضها … في حلق حاسدها قنا وخناجر

ود الاعادي ان يسفوا تربها … فيهم كباد من احاح ثائر

كلا وربك لنينالوا ذرة … منه واسياف الخليف خوافر

عبد العزيز معزز الاسلام من … هو بالناوئ والمكاثر ظافر

سلطاننا الاسمى الذي بنجاره … وفعاله كل الملوك تفاخر

حسب صميم لم تشبه نقيصة … سيان اول مدحه والآخر

ايان قيل الله اكبر عظمت … اوصافه ودعاؤه متواتر

تزهو المنابر باسمه وتود لو … ان شاركتها الدهر فيه منابر

غر الجهول اناته فطغا وقد … قال اتقوا غيظ الحليم الحاشر

ان كان لم يرض المعادي عفوه … فلسوف يرضيه انتقام قاهر

هذا امير المؤمنين امانه … من كل خوف جنة ومغافر

ان الذي نصر النبي محمدا … قدما لينصره ونعم الناصر

هذا خليفته وناصر دينه … ومجير امته بما هو آمر

نفذت اوامره فهن اسنة … ومضت نواهيه فهن بواتر

وعلت معاليه فهن كواكب … وجلت معانيه فهن جواهر

في كفه نعم لمن هو شاكر … وازاءها نقم لمن هو كافر

في الشرق ثم الغرب عم فخاره … فليفخرن به الذي هو فاخر

ان تحصر الشعراء ما ابتدعوا فما … يحصى ابتداع العرف منه شاعر

لا غرو ان العبد يصبح ناظما … وعليه مولاه الايادي ناثر

ان المطيع له سعيد فائز … والخاسر العاصي وبئس الخاسر

كم منة منه تفيض على الورى … فكأنها غيث الربيع الهامر

سيان في جدواه من يدنو ومن … ينأى ومن هو غائب او حاضر

لما درى ما مس اهل الغرب من … ضر تفطر من جراه مرائر

امر البواخر ان تسير ببره … فسرين حافلة وهن مواخر

فلأهل تونس والجزائر ان ترى … أبصارهم ما ألهمته بصائر

ولاهل طنجة ان يقولوا ان ترث … فاس فان لنا فروق تبادر

إنا نهنئه بعيد جده … فيه لأعناق الأعادي ناحر

لا زال للاسلام غوثا يرتجى … ما دام لاسم الله منا ذاكر