للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ، – ابن زيدون
للحُبّ، في تِلكَ القِبابِ، مَرَادُ، … لوْ ساعفَ الكلفَ المشوقَ مرادُ
ليغُرْ هواكَ، فقدْ أجدَّ حماية ً … لفتاة ِ نجدٍ، فتية ٌ أنجادُ
كمْ ذا التّجلّدُ؟ لن يساعفَك الهوَى … بالوصلِ، إلاّ أنْ يطولَ نجادُ
أعقيلَة َ السّرْبِ المباحَ لوردِها … صفوُ الهوَى ، إذْ حلّئ الورّادُ
ما للمصايدِ لمْ تنلْكِ بحيلة ٍ؟ … إنّ الظّباء لتدرّى ، فتصادُ
إنْ يعْدُ عن سَمْراتِ جَزْعك سامرٌ … في كلّ مطّلعٍ لهمْ إرعادُ
فَبِمَا تَرَقْرَقَ للمُتَيَّمِ بَينَها … غللٌ، شفَى حرَّ الغليلِ، برادُ
أنا حِينَ أُطْرِقُ لَيسَ يَفْتأُ طارِقي … شَوْقٌ، كَما طَرَقَ السّليمَ عِدادُ
ينهَى جفاؤكِن عن زيارَتيَ، الكرَى ، … كيْلا يزورَ خيالُكِ المعتادِ
لا تقطَعي صلة َ الخيالِ تجنّباً، … إذْ فيهِ منْ عوزِ الوصالِ سدادُ
ما ضرّ أنّكِ بالسّلامِ ضنينة ٌ، … أيّامَ طيفُكِ، بالعناقِ، جوادُ
هَلاَّ حَمَلْتِ السُّقمَ عن جِسْمٍ لَهُ، … في كلّة ٍ زرّتْ عليكِ، فؤادُ
أوْ عُدْتِ من سَقَمِ الهوَى ؛ إنّ الهوَى … مِمّا يُطِيلُ ضَنى الفتى ، فيُعادُ
إيهاً فَلَوْلا أنْ أُروعَكِ بالسَّرَى … لدَنَا وسادٌ، أوْ لطالَ سوادُ
لغشِيتُ سجفَكِ في ملاءة ِ نثرة ٍ، … فضلٍ، سوَى أنّ العطافَ نجادُ
لأميلَ في سُكرِ اللَّمى فيَبيتَ لي، … ممّا حوَى ذاكَ السّوارُ، وسادُ
فعدي المُنى ، فوعيدُ قومكِ لم يكُنْ … ليعوقَ عنْ أنْ يقتضَى الميعادُ
أصْبُو إلى وَرْدِ الخُدودِ، إذا عَدَتْ … جُرْدٌ، تُبَلّغِني جَناهُ، وِرَادُ
وأراحُ للعطرِ، السَّطوعِ أريجُهُ، … إنْ شِيبَ بالجَسدِ العَطيرِ جِسادُ
عَزْمٌ إذا قَصَدَ الحِمَى لمْ يَثْنِه … أنّ القَنَا، مِنْ دُونِها، أقْصَادُ
منْ كانَ يجهلُ ما البليدُ، فإنّهُ … مَن تَطّبيهِ، عَنِ الحُظوظِ، بِلادُ
وَفَتى الشّهامَة ِ مَنْ، إذا أمَلٌ سَمَا، … نَفَذَتْ به شُورَى ، أوِ اسْتِبْدادُ
منْ مبلغٌ عنّي الأحبّة َ، إذْ أبَتْ … ذِكْرَاهُمُ أنْ يَطْمَئِنّ مِهادُ
لا يأسَ؛ ربّ دنوّ دارٍ جامعٍ … للشّملِ، قدْ أدّى إليهِ بعادُ
إنْ أغترِبْ فمواقِعَ الكرمِ، الّذي … في الغَرْبِ شِمْتُ بُرُوقَهُ، أرْتَادُ
أو أنأَ، عنْ صيدِ الملوكِ بجانبي، … فهمُ العبيدُ مليكُهُمْ عبّادُ
المَجدُ عُذْرٌ في الفِرَاقِ لمَنْ نَأى ، … ليَرَى المَصانِعَ مِنْهُ كَيفَ تُشادُ
يا هلْ أتَى منْ ظنّ بي، فظنونُهُ … شَتّى تَرَجَّحُ بَيْنَها الأضْدَادُ
أنّي رَأيْتُ المُنْذِريْنِ، كِلَيْهِما، … في كونِ ملكٍ لم يحلْهُ فسادُ
وبصُرْتُ بالبردَينِ إرثِ محرِّقٍ، … لمْ تخلُقَا، إذْ تخلُقُ الأبرادُ
وعرفْتُ من ذي الطّوْقِ عمرٍو ثأرَهُ … لجَذِيمَة َ الوَضّاحِ، حينَ يُكادُ
وأتَى بيَ النّعمانَ يومَ نعيمِهِ، … نجمٌ تلقّى سعدَهُ الميلادُ
قَد أُلّفَتْ أشْتاتُهُمْ في وَاحِدٍ، … إلاّ يكنْهُمْ أمّة ً، فيكَادُ
فكأنّني طالعْتُهُمْ بوفادة ٍ، … لمْ يستطِعْهَا عروة ُ الوفّادُ
في قَصْرِ مَلْكٍ كالسّدِيرِ، أوِ الذي … ناطَتْ بهِ شُرُفاتِهَا سِنْدادُ
تتوهّمُ الشّهْبَاءَ فيهِ كتيبة ً … بِفِنَاءٍ، اليَحْمُومُ فيهِ جَوادُ
يَختالُ، مِنْ سَيرِ الأشاهِبِ وَسطَه، … بِيضٌ، كمُرْهَفَة ِ السّيوفِ، جِعادُ
في آلِ عبّادٍ حططْتُ، فأعصَمتْ … هِمَمي، بحَيْثُ أنافَتِ الأطْوَادُ
أهلُ المناذرَة ِ، الذينَ همُ الرُّبَى … فَوْقَ المُلُوكِ، إذِ المُلُوكُ وِهادُ
قَوْمٌ إذا عَدّتْ مَعَدٌّ عَقِيلَة ً، … ماءَ السّماء، فهمْ لهَا أوْلادُ
بيتٌ تودّ الشُّهْبُ، في أفلاكِها، … لوْ أنّهَا، لبنائِهِ، أوْتَادُ
مَمْدُودَة ٌ، بلُهَى النّدى ، أطنابهُ، … مَرْفُوعة ٌ، بالبِيضِ، منهُ عِمادُ
مُتَقادِمٌ إلاّ تكُنْ شَمْسُ الضّحَى … لِدَة ً لَهُ، فَنُجومُها أرْآدُ
نِيطَتْ بِعَبّادٍ لآلىء ُ مَجْدِهِمْ، … فَتلألأتْ، في تُومِها، الأفْرادُ
ملكٌ إذا افتنّتْ صفاتُ جلالِهِ، … فتَقاصرَتْ عَنْ بَعضِها الأعْدادُ
نَسِيَتْ زَبِيدٌ عَمْرَها، بل أعرَضَتْ … عنْ وصفِ كعبٍ بالسّماحِ إيادُ
فضحَ الدُّهاة َ، فَلَوْ تَقَدّمَ عَهْدُهُ … لعنَا المغيرَة ُ، أوْ أقرّ زيادُ
لا يأمنُ الأعداءُ رجمَ ظنونهِ؛ … إنّ الغيوبَ وراءهَا إمدادُ
مَلِكٌ، إذا ما اخْتالَ غُرّة ُ فَيْلَقٍ، … قدْ أمطيَتْ، عقبانَهُ، الآسادُ
أسدٌ، فرائسُها الفوارسُ في الوغَى ، … لكِنْ بَرَاثِنُها، هُناكَ، صِعادُ
خِلْتُ اللّواء غَمامَة ً في ظِلّها … قَمَرٌ، بِغُرّتِهِ السّنَا الوَقَادُ
شَيْحانُ مُنْغَمِسُ السّنانِ من العِدا … في النّقعِ، حيثُ تغلغلُ الأحقادُ
تشكو إليهِ الشّمسُ نقعَ كتيبة ٍ، … ما زالَ مِنْهُ، لِعَيْنِها، إرْمادُ
جيشٌ، إذا ما الأفْقُ سافَرَ طيرُهُ … معهُ، ففي ذممِ الصّوارِم زادُ
مُستطرِفٌ للمَجدِ، لم يَكُ حَسبُهُ … مَجْدٌ، يَدورُ مَعَ الزّمانِ، تِلادُ
ما كانَ مِنهُ إلى رَفاهَة ِ راحة ٍ، … حتى يخلِّدَ، مثلَهُ، إخلادُ
أرِجُ النّدِيّ، مَتى تَفُزْ بِجَوارِهِ، … يطبِ الحديثُ ويعبقِ الإنشادُ
لوْ أنّ خاطرَهُ الجميعَ مفرَّقٌ … في الخَلْقِ، أوشَكَ أن يُحسّ جمادُ
نفْسِي فداؤكَ، أيّهَا الملكُ الذي … زُهْرُ النّجُومِ، لوَجْهِهِ، حُسّادُ
تَبدُو عَليكَ، من الوَسامَة ِ، حُلَّة ٌ … يهفُو إليهَا، بالنّفوسِ، ودادُ
لمْ يَشْفِ مِنكَ العَينَ أوّلُ نظرَة ٍ … لوْلا المَهابَة ُ رَاجَعَتْ تَزْدادُ
ما كانَ مِنْ خَلَلٍ، فأنتَ سِدادُهُ … في الدّهرِ، أوْ أوَدٍ، فأنْتَ سَدادُ
الدّينُ وَجْهٌ، أنتَ فيهِ غُرَّة ٌ، … والملكُ جفنٌ، أنْتَ فيهِ سوادُ
لله منكَ يدٌ علَتْ، تولي بِهَا … صَفداً فيُحْمَدُ، أو يُفَكّ صِفادُ
لَوْ أنّ أفْواهَ المُلُوكِ تَوافَقَتْ … فِيهَا، لَوافَقَ حَظَّهَا الإسْعادُ
نَفعَ العُداة َ اليأسُ مِنْكَ، لأنّهُ … بردَتْ عليهِ منهُمُ الأكبادُ
ينصاعُ من جارَاكَ مقبوضَ الخُطا … فكأنّمَا عضّتْ بهِ الأقيادُ
قدْ قلْتُ للتّالي ثناءكَ سورَة ً، … ما للوَرى ، في نَصّهَا، إلْحادُ
أعِدِ الحَدِيثَ عَنِ السّيَادَة ِ، إنّهُ … لَيْسَ الحديثُ يُمَلّ حِينَ يُعادُ
كَرَمٌ، كماء المُزْنِ رَاقَ، خِلالَهُ، … أدبٌ، كروضِ الحزنِ باتَ يجادُ
ومحاسنٌ، زهرَ الزّمانُ بزهرِهَا، … فكأنّما أيّامُهُ أعْيَادُ
يا أيّهَا المَلِكُ الّذِي، في ظِلّهِ، … ريضَ الزّمانُ، فذلّ منْهُ قيادُ
يا خيرَ معتضدٍ بمنْ أقدارُهُ، … في كُلّ مُعْضِلَة ٍ، لَهُ أعْضَادُ
لَما وَرَدْتُ، بِوِرْدِ حَضرَتكَ، المُنى ، … فهقَتْ لديّ جمامُهَا الأعدَادُ
فاستقبلَتْني الشّمْسُ تبسُطُ راحة ً … للبحرِ، منْ نفحاتِها، استمدادُ
فَلِئنْ فَخَرْتُ، بما بَلَغتُ، لقَلّ لي … ألاّ يكونَ مِنْ النّجُومِ عَتادُ
مهما امتدحتُ سواكَ، قبلُ، فإنّما … مدحي، إلى مدْحي، لكَ استطرادُ
يَغشَى المَيادِينَ الفَوارِسُ، حِقْبَة ً، … كيما يعلّمَها، النّزالَ، طرادُ
فلأسحبَنْ ذيلَ المُنى في ساحة ٍ، … إلاّ أُوَفَّ بِها المُنى ، فأُزادُ
وليستفيدَنّ السّناءَ، معَ الغِنى ، … عَبْدٌ يُفيدِ النُّصْحَ، حينَ يُفَادُ
ولأنْتَ أنفسُ شيمَة ً من أنْ يُرَى ، … لنفيسِ أعْلاقي لديْكَ، كسادُ
هيهاتَ قد ضمِنَ الصّباحُ لمنْ سرَى … أنْ يَسْتَتِبّ، لسعَيهِ، الإحْمادُ
لا تَعْدَمَنّ، من الحُظُوظِ، ذخيرَة ً … تَبْقَى ، فلا يَتْلُو البَقَاءَ نَفَادُ