لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني – ابن الخياط
لكَ الخيرُ قدْ أنْحى علَيَّ زماني … ومالي بِما يأْتي الزمانُ يَدانِ
كأنَّ صروفَ الدهرِ ليسَ يَعُدُّهَا … صروفاً إذا مكروهنَّ عدانِي
ولَوْ أنَّ غيرَ الدَّهرِ بالجَوْرِ قادَنِي … جمحْتُ ولكنْ في يديهِ عنانِي
مُنِيتُ بِبيْعِ الشِّعْرِ مِنْ كُلِّ بَاخِلٍ … بخُلْفِ مَواعِيدٍ وَزُورِ أمانِي
وَمَنْ لِي بأنْ يُبْتاعَ مِنِّي وَإنَّما … أُقِيمُ لماءِ الوجهِ سُوقَ هوانِ
إذا رُمتُ أنْ ألقى بهِ القومَ لم يزلْ … حيائِي ومَسُّ العدْمِ يقتتلانِ
أخافُ سُؤَالَ الباخِلينَ كأنَّنِي … مُلاقي الوَغى كُرْهاً بقلبِ جبانِ
قعدتُ بمجرى الحادِثاتِ مُعرَّضاً … لأسْبِابِها ما شِئْنَ فِيَّ أتانِي
مُصاحِبَ أيَّامٍ تَجُرُّ ذُيُولَها … عليَّ بأنواعٍ من الحَدَثانِ
أرى الرِّزْقَ أمَّا العَزْمُ مني فَمُوشِكٌ … إلَيْهِ وأمَّا الحَظُّ عَنْهُ فَوانِ
وهلْ ينفَعَنِّي أنَّ عزميَ مُطلقٌ … وَحَظِّي مَتى رُمْتُ المَطَالِبَ عانِ
وَما زَالَ شُؤْمُ الجَدّ مِنْ كُلِّ طَالِبٍ … كَفِيلاً بِبُعْدِ المَطْلبِ المُتَدانِي
وقد يُحرَمُ الجلْدُ الحريصُ مرامَهُ … ويُعْطَى مُناهُ العاجِزُ المُتَوانِي
وَمَنْ أنكَدِ الأحْدَاثِ عِنْدِي أنَّنِي … عَلى نَكَدِ الأحْدَاثِ غَيْرُ مُعانِ
فها أنَا متروكٌ وكلَّ عظيمة ٍ … أُقارِعُها شأنَ الخُطوبِ وشانِي
فَعَثْراً لِدَهْرٍ لا تَرى فِيهِ قَائِلاً … لعَاً، لفَتى ً زلَّتْ بهِ القدمانِ
فهلْ أنتَ مُولٍ نِعْمة ً فمُبادِرٌ … إليَّ وقدْ ألقى الردى بجِرانِ
وحطَّ عليَّ الدهرُ أثقالَ لؤْمِهِ … وتلْكَ التي يعيَا بها الثقلانِ
ومستخلِصي من قبضَة ِ الفقرِ بعدمَا … تَمَلَّكَ رِقِّي ذُلُّهُ وَحَوانِي
وَجاعِلُ حَمْدِي مَا بَقِيتُ مُخلَّداً … عليكَ وما أرسَتْ هِضابُ أبانِ
إذاً تَقْتَنِي شُكْر کمْرِىء ٍ غيرِ هَادِمٍ … بكُفْرِ الأيادي ما ارتياحُكَ بانِ
فَمِثْلُكَ أُنسَ الدَّوْلَة ِ آنتاشَ هالِكاً … أخيذَ مُلماتٍ أسيرَ زمانِ
وغادرَ مَنْ يَخشى الزَّمانَ كأنَّما … يلاقيهِ مِنْ معروفهِ بأمَانِ