لقَدْ غدَوْتُ على النَّدمانِ، لا حَصِرٌ – الأخطل
لقَدْ غدَوْتُ على النَّدمانِ، لا حَصِرٌ … يُخْشى أذاهُ، ولا مُسْتَبْطىء ٌ زَمِرُ
طَلْقَ اليدينِ كبِشْرٍ، أوْ أبي حَنَشٍ … لا واغلٌ حينَ تلقاهُ ولا حصرُ
وقَدْ يُغادي أبو غَيْلاَنَ رُفْقَتَهُ … بقهوة ٍ ليس في ناجودِها كدرُ
سُلافة ٍ، حصَلَتْ مِن شارِفٍ خَلَقٍ … كأنّما ثارَ مِنْها أبجَلٌ نَعِرُ
عانية ٍ ترفعُ الأرواحَ نفحتها … لوْ كان يُشْفى بها الأمواتُ قد نشروا
وقد أحدثُ أرْوى وهي خالية ٌ … فَلا الحديثُ شَفانيها ولا النّظَرُ
لَيسَتْ تُداويكَ مِنْ داء تُخامرُهُ … أروى ، ولا أنتَ، مما عندها تقرُ
كأنَّ فأرة َ مِسْكٍ غارَ تاجِرُها … حتى اشتراها بأغلى سِعْرِها التّجِرُ
على مقبلِ أروى أو مشعشعة ٍ … يعلو الزجاجة َ منها كوكبٌ خصرُ
هل تدنيكَ من أروى مقتلة ٌ … لا ناكتٌ يشتكي منها ولا زور
كأنها أخدريّ في حلائلهِ … لهُ، بكلّ مكانٍ عازبٍ، أثرُ
أحفظُ، غيرانُ، ما تستطاعُ عانتهُ … لا الوردُ وردٌ ولا إصدارهُ صدرُ
بعانة ٍ رعتِ الأوعارَ صيفتها … حتى إذا زَهِمَ الأكْفالُ والسُّرَرُ
صارتْ سماحيجَ قُباً ساعة َ ادرعتْ … شَعْبانَ، وانجابَ عَن أكفالها الوَبَرُ
كأنَّ أقرابها القُبْطيُّ، إذْ ضَمَرَتْ … وكادَ مِنها بقايا الماء يُعْتَصَرُ
يشُلُّهُنَّ على الأهواء ذو حَرَدٍ … على الظّعائنِ، حتى يَذْهَبَ الأشَرُ
دامي الخياشيمِ، قدْ أوْجعْنَ حاجبَهُ … فهوَ يعاقبُ، أحياناً، فينصرُ
سَحّاجُ عُونٍ، طواهُ الشّدُّ صَيْفَتَهُ … فالضلعُ كاسية ٌ والكشحُ مضطمرُ
حتى إذا وضَحَتْ في الصُّبْحِ ضاحيَة ً … جوزاؤهُ وأكبَّ الشاة ُ يحتقرُ
وزَمّتِ الرّيحُ بالبُهْمى جَحافلَهُ … واجتمَع الفيضُ مِن نَعمانَ والخُضَرُ
فظلَّ بالوعرِ الظمآنُ يعصبهُ … يومٌ تكادُ شحومُ الوحشِ تصطهرُ
يبحثُ الأحساء من ظبيٍ وقد علمتْ … من حيثُ يفرغُ فيهِ ماءهُ وعرُ
وعَزَّهُ كلُّ ظنٍّ كانَ يأمُلُهُ … من الثمادِ ونشتْ ماءها الغدر
فهوَ بها سيء ظنّاً، وليسَ لَهُ … بالبيضَتَيْنِ ولا بالعِيصِ، مُدَّخَرُ
ذكّرَها مَنْهلاً زُرْقاً شرائعُهُ … لهُ، إذا الريحُ لفتْ بينها، نهرُ
فَحْلٌ، عَذومٌ، إذا بَصْبَصْنَ ألحقَه … شدّ يقصرُ عنهُ المعبلُ الحشرُ
يَشُلُّهُنَّ بصَلْصالٍ يُحشْرِجُهُ … بينَ الضلوعِ وشدَّ ليسَ ينبهرُ
صلبُ النسورِ فليسَ المروُ يرهصهُ … ولا المضائغُ مِنْ رُسْغَيْهِ تَنْتشِرُ
يذودُ عنها، إذا أمستْ بمخشية ٍ … طرفٌ حديدٌ وقلبٌ خائفٌ حذرُ
وهنَّ مستوجساتٌ يتقينَ به … وهوَ على الخوفِ مستافٌ ومقتفرُ