لقد سمعوا مقالته بخم – السيد الحميري
لقد سمعوا مقالته بخم … غداة يضمهم وهو الغدير
فمن أولى بكم منكم فقالوا … مقالة واحد وهم الكثير
جميعا أنت مولانا وأولى … بنا منا وأنت لنا نذير
فقال لهم علانية جهارا … مقالة ناصح وهم حضور
فإن وليكم بعدي علي … ومولاكم هو الهادي الوزير
وزيري في الحياة وعند موتي … ومن بعدي الخليفة والأمير
فوالي الله من والاه منكم … وقابله لدى الموت السرور
وعادي الله من عاداه منكم … وحل به لدى الموت النشور
وفي ذات السلاسل من سليم … غداة أتاهم الموت المبير
وقد هزموا أبا حفص عميرا … وصاحبه مرارا فاستطيروا
وقد قتلوا من الأنصار رهطا … فحل النذر أو وجبت نذور
أزار الموت مشيخة ضخاما … جحاجحة تسد بها الثغور
وعمرو قد سقي كأسا بسلع … أقب كأنه أسد مغير
فنادى هل بذي حسب براز … وهل عند امرئ حر نكير
وصي محمد وأمين غيب … ونعم أخو الأمامة والوزير
إذا ما آية نزلت عليه … يضيق بها من القوم الصدور
وعاها صدره وحنت عليها … أضالعه وأحكمها الضمير
هما أخوان ذا هاد إلى ذا … وذا فينا لأمته نذير
فاحمد منذر وأخوه هاد … دليل لا يضل ولا يحير
كسابق حلبة وله مظل … أمام الخيل حيث يرى البصير