لدمشق آيات الهوى – بهيجة مصري إدلبي

لدمشقَ ما يخفي الهوى ويبوحُ … ولسرها ما تصطفيه الروحُ

من كفها يندى المدى بصلاته … وتفيض بالوجد المنزَّل ريحُ

هي ما أتاح لنا الخلود لنحتمي … من شرفة النسيان حين تلوحُ

فكأنها الأرض التي ما مسها … طوفان بل كانت لينجو نوحُ

هي في الرؤى للأبجدية بوحها … وبحبها للعارفين فتوحُ

فإذا غفوتُ على هديل حمامها … فاضت رؤاي وضمني التسبيحُ

يصفو السحاب يشف عن أحلامها … ويذوب في حاراتها ويسوحُ

فيها لكل العاشقين منازلٌ … فمساؤها للعاشقين فسيحُ

لولا دمشق لتاهت الدنيا بنا … فبدونها وجه اليقين يشيحُ

بالياسمين تكونت آياتها … واستغرقت خلف البياض سفوحُ

لاذت بها كل القصائد كي ترى … هي ما أتاحته الرؤى وتتيحُ

لابد أن يجثو الُمحبُ أمامها … ليطوف بالوجد الهوى ويبوحُ

هي كل ما يوحى إلى أسرارنا … وبها أُشير لمن رؤا أن يوحوا

أموية فاضت مآذن وجدها … مجدا ولامست السحابَ صروحُ

فإذا أحبت فالمحبة دينها … وكتابها فوق البيان فصيحُ

هي للغريب ملاذة وسكينة … يمشي بظل حنانها ويريحُ

مغسولة بالطيب بل من طيبها … عطر الوجود على الوجود يفوحُ

لدمشق ما أخفت أساطير الهوى … من حسنها وجه الوجود مليحُ

هي مهبط الرؤيا على أبوابها … وقف المدى هي للطموح طموحُ

عرافة التاريخ مذ أسرى لها … باب الخلود أمامها مفتوحُ