لا يعبد المرء ربا ولا ولا وطنا – جبران خليل جبران

لا يعبد المرء ربا ولا ولا وطنا … بمثل إلائه القربان تقديما

قلتم وصدق ما قلتم تحملكم … أذى يرد فرند الصبر مثلوما

ما الموت إن كان إنقاذ البلاد به … من غاصب وأنتصاف الشعب مظلوما

يحطم العظم منكم دون بغيتكم … فتصبرون ويأبى العزم تحيطما

برا بمصر وخوفا أن يسلمها … إلى العدى واهنوا الإيمان تلسيما

ليس الشهادة إلا من يموت على … حق ومن لا يبالي فيه ما سيما

غمضوا رفاقا كراما حسبكم عوضا … مجد عزيز على الخطاب إن ريما

للمشتري بصباه عز أمته … ذكر يديم اسمه بالتبر مرقوما

وللتي استبدلت بالقبر مرتعها … قسط من الفخر فوق العمر تقويما

لا تحسبوا مصر تنساكم فكلكم … يبقى على الدهر مروءما ومرحوما

وفي المرابع من أرواحكم نسم … تظل تأتي بها الأرواح تنسيما