لا شيءَ بعدّكِ – عبدالعزيز جويدة

لا شيءَ بعدّكِ

يَستحقُّ الخوفَ عندي

قد كانَ ما أخشاهُ في الدنيا ضياعُكْ

فإذا بهِ يقعُ الذي قد كنتُ أخشى

ما عدتُ أخشى أيَّ شيءٍ بعدَ ذلكْ

يكفي الذي عشنا معًا في الحبِّ يكفي

وبقيَّةَ الأيامِ عندي ذكرياتُكْ

مهما تُغرِّبُنا السنينُ فسوفَ أبقى

عندي شعورٌ أنني رَهنٌ ببابِكْ

وأديرُ وجهي مثلَ طفلٍ حينَ يَبكي

أستعطِفُكْ

أشتاقُ يَغمرُني حنانُكْ

يا كلَّ أحلامي وعمري

إن ضاعَ حبُّكِ من يدي

قولي بربِّكِ

أيُّ شيءٍ سوفَ يبقَى لي هُنالِكْ

لا شيءَ بعدَكِ صدِّقيني

يَستحقُّ الاهتمامْ

ماذا يُفيدُ العمرُ إن طَالَتْ بِنَا أَعْوَامُهُ

وَتَشَابَهَتْ في عُمرِنا الأيامْ ؟

فبمَنْ سأحلُمُ إن غدوتُ مُحلِّقًا

وبمن أهيمُ بِلَوعةٍ وغرامْ ؟

مازلتُ أرمُقُ في خشوعٍ هاتفي

متوسلاً أن تَعزِفَ الأرقامْ

مازلتُ أجلسُ

نفسَ طاولةِ اللقاءِ بدونِنا

تبدو كقبرٍ حولَهُ أيتامْ

لا شيءَ بعدَكِ يَستحقُّ

لأن أعيشَ لأجلِهِ

أَجَلي انتهى

فَعَلَى السِّنِينِ سلامْ

لا شيءَ بعدَكِ يستحقُّ حبيبَتي

فلقدٍ أخذتِ العمرَ والدنيا معَكْ

في كلِّ شيءٍ أنتِ رائعةٌ بحقْ

هي روعةُ الإحساسِ إِنِّي قلتها

مَاأَرْوَعَكْ

هي لم تكنْ أبدًا مفاجأةً

لذا حينَ التقينا فجأةً لم أرتبِكْ

أنا واثقٌ من أن قلبَكِ كانَ يَسْمَعني

وَقلبي يَسْمَعُكْ

مِن قبلِ هذا الكونِ كنا

كُلما فَضوا لِقانا

مرةً أخرى نَعودُ ونَشتبِكْ

أنا لن أعيشَ بغيرِ حُبِّكِ مُطلقًا

إن جَفَّ ماءُ النهرِ

سيموتُ السمَكْ

.