لا تغيبي – جمال مرسي
سألتُكَ باللهِ ألا تَغِيبِي … فَتَجنَحَ شَمسُ الضُّحى للمَغِيبِ
و بالحُبِّ جددتُ عهدَ الوفاءِ … و قُلتُ فداؤكِ كلُّ حبيبِ
أيا صبرُ زِدنِي مِن الصَّبرِ إنِّي … قَتيلُ التي أَجَّجَت لِي لَهِيبِي
غيابُكِ غَيَّرَ لَونَ فُصُولِي … فَأَذوَى غُصُونِي و بَعثَرَ طِيبِي
فما عُدتُ أسمعُ يا نبضَ قَلبِي … لِصَدرِي سِوى زَفرَةٍ مِن وَجِيبِ
أراكِ كما أنتِ غُصناً نَدِيّاً … تُداعِبُهُ هَمسَةُ العَندَليبِ
و عُصفورةً في رِياضِ فُؤادِي … تُغَنِّي لقلبي بِلَحنٍ طَرُوبِ
أَغُوصُ ببحرِكِ أقطفُ دُرّاً … فأغرقُ في ذا الخِضَمِّ الرَّهِيبِ
أَعُودُ لِعَينَيكِ أرجو النجاةَ … فأنتِ شِراعِي و أنتِ طَبِيبِي
فأغرقُ أغرقُ في مُقلَتَيكِ … و أَدهَشُ مِن ذا الجمالِ العَجِيبِ
لماذا تَلُومِينَ نَفسَكِ ، إني … أراكِ بعينِ الحبيبِ القريبِ
و قَلبُكِ يَسكُنُنِي من زمانٍ … سَلِي النَّهرَ ثُمَّ أَجِيبِي ، أَجِيبِي
و قَفَّازُكِ الجَمرُ فِي رَاحَتَيَّا … أَذُوبُ ، أَأَنتِ بِهِ لَم تَذُوبِي ؟
أُحِبُّكِ يا أنتِ مهما تَبَدَّى … مِن الشَّكِّ في قَلبِكِ المُستَرِيبِِ
فَعُودِي .. و عينيك .. لا تَهجُرِينِي … فَعَيشِِي بِدُونِكِ عَيشُ الغَرِيبِ
و ما مِن سَبِيلٍ سوِى نَبضُ قَلبِي … إِلَيهِ تَعُودِينَ ، ما مِن هُرُوبِ