لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ – محيي الدين بن عربي
لا تدعي في طريقٍ أنتَ سالكهُ … وإنما أمره مكارمُ الخلقِ
وليسَ عندكَ منها ما تكونُ بهِ … من أهملها ولهذا أنت في قلق
أنتَ الذي قالَ فيهِ الحقُّ يعلمكمْ … جريت سبعاً مع الأهواء في طلق
لأتبع غرضاً إنْ كنتَ تطلبنا … وكن مع أهل طريقِ الله في نسق
ولو نظرتُ بعيني لا بعينكمُ … لما رأيتكَ في خوفٍ ولا ملقِ
ماذا صفاتُ رجالي إنهم صبروا … على المكاره في نور وفي غسق
يا يوسفُ بنُ أبي إسحقَ كنْ رجلاً … ولا تكنْ عندنا من أخسرِ الفرقِ
فأنتَ ذو لؤم طبعٍ لستَ ذا كرمٍ … لوْ كنتَ ذا كرمٍ ما كنتَ ذا فرقِ
إنّ الكريمَ شجاعٌ في سجيتهِ … له من النعتِ طولُ لباعِ في العنق
أعيذه بالذي في النور من سور … معلومة ٍ مثلَ ربِّ الناسِ والفلقِ