لا تبن أيها المحيا الوسيم – جبران خليل جبران
لا تبن أيها المحيا الوسيم … لا تهن أيها الفؤادالكريم
لا تمح أيها الصديق المفدى … لا تزل أيها الفقيدا لمقيم
أبدا في ضميرنا طيب ذكراك … وفي الفكر وجهك المرسوم
لهف نفسي عليك هل ذاك مغن … من بقاء إن الردى لذميم
لا لعمري لا نجحدن المنايا … منة تنتهي لديها الهموم
إن هذه الحياة سخرية تقضي … بجد بئس الطباق الأليم
آه لولا البنون ما كانأرشاك … بنأي عنها وأنت حكيم
اقوي وبعد آن ضعيف … أصحيح وفي ثوان سقيم
أنهوض كالليث ثم لقى … يبضع بضعا فجثة فرميم
صر الى الله ثمة الراحة الكبرى … وثم الخلود يا نعوم
تلك بعدالشقاء والدار دار … لك فيها نضارة ونعيم
إن أمرا دهى بموتك أحيا … عامل بين قومه لجسيم
كم فؤاد كسرته أيها الجابر … منذ ارتحلت فهو كليم
يا لقومي إنا إذا ما تواصينا بصبر … فالخطب خطب عميم
قد رزئنا فتى على وعلوم … أكبرت رزءه العلى والعلوم
شاعر ناثر يطاوعه المنثور … أعصى ما كان والمنظوم
كلمة في الطور آثار مجد … خرست بعد أن تولى الكليم
يا لقومي مات الشجاع الذي كان يفدى … حماه وهو مضيم
صانع الخير دافع الضير كشاف … الظلامات إن دعا المظلوم
الأب الراشد الذي في بنيه … خلقه السمح والضمير القويم
فعزاء يا آله ما استطعتم … يهن العزم والمصاب عظيم
سقت الدمع الغزار ثراه … وتلقاه في رضاه الرحيم