لأنك مثلي غريبٌ شريد – صباح الحكيم

لأنك مثلي غريبٌ شريد

لأن العراق بعيدٌ بعيد

لأن الهواءَ بقلبي اختناق

أناديه حينا و كلي اشتياق

و أخرى أتوه بصوت النشيد

فيغلي فؤادي بنبض الوَتِيْن

و أسقط بين الأسى و الجراح

و يلتف حولي الصدى من جديد

فأهوى على الدرب بين النحيب

و بين الدموع

يعود النداء

يشق السديم

يحرك شيئا بذاك المدى

فما يتناثر غير الأسى

كأن الوجود عديم الضياء

وجيش المنايا على الضفتين

يفيق الظلام بكف القدر

ويبكي الورود بليل الكَدَر

ليسرق منه بصيص الحياة

فما عدت أدري بأي مجال

أحاول فك رموزَ المحال

سوى أنني في جميع الظروف

أحاول رسم المنى بالحروف

و أهوى الغناء

و أطرب فوق هموم ثقال

و أخفي الحقيقة خلف السؤال

….

و اني الوحيدة تهوى الوحيد

و إن اشتياقي إليك شديد

تعال نغني حروف القصيد

فإني غدوت بقايا عذاب

تعال لنمضي طريق الصعاب

تعال فأني كرهت الوداع

و أخشى متاهات وادي الضياع

تعال فاني أريد المزيد

أريد مزيداً من المستحيل .