لأموركَ التكميلُ والتتميمُ – ابن الرومي

لأموركَ التكميلُ والتتميمُ … ولقدرك التعظيمُ والتفخيمُ

يامن تحسَّنَ بالمحامِد عالما … أن الذميمَ من الرجالِ ذميمُ

يامن تحصَّن بالمرافد مُوقنا … أن البخيلَ من الرجالِ رجيم

يامن أظلَّ على الكريم برتبة ٍ … فهو البديعُ ومن حكاه كريم

يامن إذا سوَّمتُ شعري باسمه … لم يُخزِ شعري ذلك التسويم

من كان خِلاًّ للعُفاة ِ وصاحباً … فأقول إنك للعفاة حَميمُ

فُتَّ الرجالَ فلا كَسَعْيِكَ للعلا … سهيٌ نراه ولاكخِيمك خيمُ

بالبرّ تسترهُ ويشهرُ نفسه … أبدا وتكتمُه وفيه تميم

العرفُ غيث وهو منك مؤمَّلٌ … والبشر برقٌ وهو منك مشيم

ألقحتَ أم الجُودِ بعد حِيالها … ونتجت أمَّ المجدِ وهي عقيم

وحقرتَ أعظمَ ماتُنيلُ من الجدا … فأتاه من تلقائنا التعظيم

متواضعاً أبدا وأنت بربوة ٍ … مُتضائِلاً أبدا وأنت عظيم

فإذا تفاخرتِ الرجالُ فإنما … منك السكوت ومنهم التسليم

شهدوا وهم علماءُ أنك سيدٌ … وسكتَّ مَكْفيا وأنت عليم

لم لا وأنت إذا سألنا مُفضلٌ … ومتى هفونا هفوة ً فحليم

وإذا شكرنا البدءَ منك فعائدٌ … ومتى شكونا جفوة ً فرحيم

ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه … ورجاؤنا في غيرك الترجيم

نغدو وأبواب الملوك مخازناً … وببابك التعريج والتخييم

لله أخلاقٌ مُنحتَ صفاءها … مثل الرحيق مزاجهُ التسنيم

بعثتْ سماحك في ثرائك عائثاً … فالمالُ ينغلُ والأديمُ سليم

شكر الإله لك اصطناعاً شاملا … لم يُحمَ من ذخرٍ عليه حريم

بل كيف يشكرك اصطناعَ صنائع … صدقُ التذاذكِ فعلهن قديم

أعجِبْ بأمرك أن أَجرتَ وإنما … إسداؤكَ النّعمى لديك نعيمُ

لكنَّ فضلَ اللَّهِ غيرُ مُحرَّمٍ … إذ عاقَ فضل مُبخَّلٍ تحريمُ

يُسنى الجزاء على الفعالِ لذيذه … وأليمه إن كان منه أليم

يا آل حماد العلا مافيكمُ … إلا كريمٌ ماجدٌ وحكيم

بكمُ تغيم سماؤنا في جَدْبنا … وتقشعُ الشبهاتُ حين تغيم

وأقول بعد فريضة من مدحكم … لا اللغو خالطها ولا التأثيم

ومن المقال فرائضٌ ونوافل … والفرضُ مفترضٌ له التقديم

لك عادة ٌ في القطن غيرُ ذميمة ٍ … وهو الرياش وأنت إبراهيم

ولفوته عامانِ تُوبع فيهما … ولعجزِنا وسكوتنا التظليم

ما إن ظلمتَ فلا ألمتَ بل الذي … تركَ امتياحكَ ظالمٌ ومُليم

ولما رغبنا عنك لكنْ صدَّنا … خلقٌ بحرمان الحظوظِ زعيم

عرضَ اللئيمُ من الحياءِ فعاقنا … إن الحياءَ من الكريم لئيم

وقد استقلْنا والندامة ُ توبة … وقد اقتضينا والمحقُّ غريم

فاقسمْ لنا من ريع قطنك حِصة ً … إن الكريمَ لمرتجيه قسيم

وأطِبْ وأكثر إن فعلتَ فلم تزل … تهبُ الجسيمَ فلا تقول جسيم

بيدين من متفضلٍ متطولٍ … مذ كان لم يعدم جداهُ عديم

كلتاهما لمقبِّلٍ ومؤملٍ … يرجو غياثكَ زمزمٌ وحطيم

لاتُبطلنَّ صنيعة ً أوليتها … إن الصنيعة َ حقُّها التتميمُ

حاشا لمرتضعٍ ثُديَّ كفاية ٍ … لك أن يراهُ الناسُ وهو فطيمُ

وأصخْإلى مِثلي فإني ضاربٌ … مثلا ومنك الفهمُ والتفهيمُ

الأرض تُنبتُ كلَّ حينٍ نبتها … ولها جميمٌ تارة ً وهشيم

ولأنت أكرمُ شيمة ً إذ لم تزل … ليديك نبتُ لا يهيجُ عميم

ولما أخالُ الأرضَ توقظُ جُودها … لمنافع شتى وأنت مُنيم

لأحقُّ أن يبقى على عاداتِه … خرقٌ صريح في الكرام صميم

حاشاك تقطعُ ما الترابُ مُديمه … أتراكَ تقطع والتراب يديم

انى وعزمُكَ في السماح كأنه … سيفُ الشُّراة ِ شعارهُ التحكيم

عزمٌ تَناذره العواذلُ بعدما … علم العواذلُ أنه التصميم

إني على ثقة ٍ بأنك ماجدٌ … فكأنني فيما أقول خصيم

وأطيلُ في حاجي عليك تسحُّبي … فكأنني فيما ملكتَ سهيم

والمجدُ ضامك لي وأنت بنجوة ٍ … فيها ثُويُّ العِز ليس يريم

فاقبل من المجد المؤثَّل ضيمَهُ … فلقد يعزُّ المرءُ وهو مضيم

ذكَّرتُك المعروفَ غيرَ مُعلَّم … ولمثلك التذكيرُ لا التعليم

أنّى يقوَّمُ من كفاهُ قوامُه … سبق القوام فأُسقط التقويم

والمالُ ينفق والصنيعة ُ عقدة ٌ … والوفرُ يَظْعن والثناء مقيمُ

ولأُنشقنَّكَ من ثنائي نفحة ً … كالمسك يجلبُه إليك نسيمُ

ولأكسونّك من فعالك حلة ً … قد زانها التحبير والتسهيم

ولأطربنّك أو تميدَ مُرنَّحا … حتى كأنك للغريض نديم

ولأتركنك في الرجال وغيرهم … وكأن ذكرك في الحشا تتييم

خذها أبا العباس من متنخِّلٍ … يُطريك منه محسنٌ ومديم

وليومِك التأخيرُ ما امتدَّ المدى … بمعمَّر ولشأوِك التقديم