لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ – مصطفى صادق الرافعي
لأمرٍ فيهِ يرتفعُ السحابُ … ولا يسمو إلى الأفقِ الترابُ
وما استوتِ النفوسُ بشكلِ جسمٍ … وهل ينبيكَ بالسيفِ الترابُ
وما سيانَ في طمعٍ وحرصٍ … إذا ما الكلبُ أشبههُ الذئابُ
رأيتُ الناسَ كالأجسادِ تعلو … لعزتِها على القدمِ الرقابُ
فليسَ من العجيبِ سموُّ أنثى … على رجلٍ تُرَجِّلُهُ الثيابُ
ولو نفساهما بدتا لعيني … لما ميزتُ أيّهما الكعابُ
إنَّ لباطنِ الأشياءِ سرّاً … بهِ قد أعجزَ الأسدَ الذئابُ
فيا لرجالِ قومي من شموسٍ … إذا قُرِنوا بها انقشعَ الضبابُ
نساءٌ غيرَ أنَّ لهنَّ نفساً … إذا همّتْ تسهلتِ الصعابُ
فإن تلقَى البحار تكنْ سفينا … وإن تردِ السما فهي الشِّهابُ
ضعافٌ غيرَ أنَّ لهنَّ رأياً … يسددهُ إلى القصدِ الصوابُ
وما من شيمةٍ إلا وفيها … لهنَّ يدٌ محامدها خضابُ
وقومي مثلُ ما أدري وتدري … فهمْ لسؤالِ شاعرهمْ جوابُ
رجالٌ غيرَ أنَّ لهمْ وجوهاً … أحقُّ بها لعمرهمُ النّقابُ
غطارفةٌ إذا انتسبوا ولكن … إذا عُدُّوا تصعلكَ الانتسابُ
جدودهمُ لهم في الناسِ مجدٌ … وهمْ لجدودهمْ في الناسِ عابُ
ومن يقلِ الغرابُ ابنُ القماري … يكذبهُ إذا نعبَ الغرابُ
عجيبٌ والعجائبُ بعدُ شتَّى … بأنّا في الورى شيءٌ عجابُ
تقدمنا النسا ونفوسُ قومي … من اللائي عليهنَّ الحجابُ
وما غيرُ النفوسِ هي البرايا … وأنثاها أو الرجلِ الإهابُ