كم تجنيتَ يا مليحَ النفورِ – مصطفى صادق الرافعي

كم تجنيتَ يا مليحَ النفورِ … وأطلتَ الجفا على المهجورِ

لا ترُعْهُ فقدْ كفى ما يقاسي … من أنينٍ ولوعةٍ وزفيرِ

يجدُ العمرَ في هواكَ قصيراً … وزمانُ الصدودِ غيرُ قصيرِ

من ليالٍ تمرُّ مرَّ سنينٍ … وشهورٍ تمرُّ مرَّ دهورِ

قائماً في دُجَاهُ يرتقبُ الفجرَ وير … مي الدُّجى بدمعٍ غزيرِ

وتكادُ النجومُ تهوي إذا ما … بثَّ شكواهُ للعليمِ القديرِ

يتلاعبنَ في المجرَّةِ كالحو … رِ تراقصنَ في مياه غديرِ

خانَهُ قلبُهُ فباتَ جَزُوعا … وفؤادُ المحبِّ غير صبورِ

ولقد كانَ في هواكَ عزيزاً … يتأبى على الظباءِ الحورِ

ملكَ الحبَّ والصبابةَ والشو … قَ وربّ الإيوانِ ربّ السريرِ

فوقَ كسرى وفوقَ قبصرَ في المل … كِ وفوقَ الرشيدِ والمنصورِ

فإذا شاءَ أنزلَ البدرَ قسراً … وإذا شاءَ كانَ عندَ البدورِ

تتهاداهُ بالعيونِ ظباءٌ … ناقماتٌ على الغزالِ الغريرِ

أسكنتهُ الضميرَ حتى رأتهُ … يتهادى من كبرهِ في الضميرِ

وتباكينَ حينَ سار غراماً … فمشى فوقَ لؤلؤٍ منثورِ

فتحفظ بمهجتي يا مليكاً … شبَّ فيها مواهُ نارُ السعيرِ

إن خطبَ الصدود منكَ وإن طا … لَ على عاشقكَ غيرُ عسيرِ