كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ – حيدر بن سليمان الحلي

كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ … وتُدفن رضوى ببطن اللحود

كذا يُستباح حريمُ العُلى … وتهوى بدور الهدى في الصعيد

بنفسيَ من لم يرثه ذووه … غير علاءٍ ومجدٍ مشيد

وكُبَّت جفانُ القِرى بعده … ونيرانها رُميت بالخمود

حلفَ الندى وشقيق السماح … ليومك هولٌ كيوم الورود

سُقيت الحيا لست أنت الفقيد … ولكنَّ صبريَ عينُ الفقيد

فلا قلتُ بعدك للعيش طب … ولا قلتُ بعدك للسحب جودي

لقد دلَّ مجدُك هذا الطريفَ … على مجد قومك ذاك التليد

بني هاشمٍ هم عقودٌ وأنـ … ـتَ واسطة ٌ بين تلك العقود

ولو كان يُدفع ريبُ المنون … عن المرء في عُدَّة ٍ أو عديد

لقامت تقيك الردى فتية ٌ … تُذمُّ إذا شُبّهت بالأُسود

صِباحُ الوجوه وأسيافهم … من الموت تُطبع لا من حديد

وتغدو المنايا بأرماحهم … شوارعَ ما بين حمرٍ وسود

ولكنَّه لموتُ لا مانعٌ … لمن رام من سادة ٍ أو عبيد

عزاءً أبا «صالحٍ» لا فجعتَ … من بعد هذا المصاب الكؤود

فحلمُك أرسى من الراسيات … وليس شبيهٌ له في الوجود

وجاراك في الفخر أهلُ السباق … ولكن سبقت لشأوٍ بعيد

فأصبح شأنُهم في انحدارٍ … وشأنك عنهم غدا في صعود

وما مرَّ يومٌ جديدٌ عليك … إلا ظهرت بفضلٍ جديد

لئن ساءك الدهرُ في «جعفرٍ» … فإنَّ الإساءة َ شأنُ العبيد