كان ياما كان – يوسف العماني

كان يا ما كان

حكاية ترويها العجايز للصبيان

قبل ما تنام

يغنيها راوي اعمام زمان

بادئ الكلام

كان يا ما كان

كان يا ما كان

انا و حبيبي عاشقين الاثنين

نرعاو الغنم عايشين

عايشين هانين

فوق المرج الاخضر

بالليل نباتوا ساهرين نغنيوا نحلموا و الصبح نخرجوا متعانقين

نحلموا بموسم الحصاد

نجمعوا الصبا و خير البلاد

نديروا عرس

نولدوا اولاد

و هكذا حلمنا كان يكبر

كان يا ما كان

و في يوم من الايام

ولد شيخ البلاد

على جواده كان هواد

شاف غزالي في الواد

خطفها و زاد

خلى دمعي دمعي عليها هواد

ما قدرت عليها نصبر

ليلة الفرح

تالم قلبي

و سال الجرح

و كان اللي كان

و قبل ما يطل الصبح

و يبان ضوء الفجر

تسللت للقصر

و خطفت البدر

ناوي بغزالي نهرب

لكن السور كان عالي

و لما قفز جوادي عثر

شافونا الاهالي و اتفضح السر

ذيك الليلة اتجمعت القبيلة

ذيك الليلة حكمت القبيلة

انا و الخليلة نترجموا بالحجر

بين يوم و ليلة اتنفذ الامر

و ماتوا العاشقين متعانقين من اجل الحب

من اجل الحب ضحاو بالعمر

و بكت عين

على العاشقين اللي اندفنوا باثنين

في قبر واحد جنب النهر

و بعد يومين

على جنان نبتت شجرة

اغصانها متشابكين

و مع الايام اصبحوا العشاق

كل جمعة يزوروا الشجرة

و مع الايام اصبحت حكايتنا ترويها العجايز للصبيان