كان لي قلب – فاروق جويدة

دنياي

أنفاس الشتاء تهزني

و يضيق صدري

من سحابات الدخان

و يخيفني شبح الزمان..

فمدينة الأحزان تقتلني..

لا شيء فيها.. لا حياة.. و لا أمان

و أنا بها شيء من الأحزان

يمضي علي العمر وحدي في السكون

يوم مع الآلام يمضي في مدينتنا و آخر.. للجنون

القلب يا دنياي يقتله الجليد

لا شيء في عمري جديد

لو كنت أرجع مرة

و أشم عطر مدينتي قبل الزفاف

كانت طهارتها تشع النور في هذي الضفاف

يا ليتني يوما أراها في ثياب حيائها

لكنها.. قتلت جنين الحب في أحشائها

و مضت تعيش حياتها بين الذئاب

و على ضفائر شعرها نام العذاب

و بجلدها الفضي أنفاس و عطر.. و اغتصاب

و زوابع الصيف الحزين

تجيء حبلى بالتراب

و مدينتي الحيرى بقايا.. من شباب

و أمام دخان المدينة

صار قلبي.. يحترق

تتعثر الأنفاس في صدري..

و صوتي يختنق

و أعود أذكر قريتي

كم كان طيف الحب يملأ مهجتي..

و أنامل الأشواق كم عزفت لشدو طفولتي..

و جدائل الصفصاف كم نظرت إلينا في الخفاء

و حياؤها الفطري يمنعها

و تجذبها حكايات اللقاء

يا ليتني يوما أعود لقريتي..

الناس فيها كالطيور الراحلة

يمشون في صمت و ينسون السفر..

و يداعبون الليل و الأغصان.. في ضوء القمر

فيهم وفاء الطيبين المخلصين من البشر

أما أنا.. قد كان لي قلب

و ضاع على الطريق

و غدوت فيك مدينتي مثل الغريق..

و مضيت في الطرقات أحكي قصتي..

قد كان لي قلب يعيش الحب طفلا

مثله مثل البشر

قد كان لي وتر مع الأحزان ينسيني..

و حطمت الوتر

قد كان لي أمل تبعثر في الليالي.. و اندثر

قد كان لي عمر ككل الناس..

ثم مضى العمر

ماذا أقول؟؟