كانت نهايتنا عجب – عبدالعزيز جويدة

كانتْ نِهايتُنا العَجبْ

لا وقتَ عندي للعِتابِ

لكي أقولَ مَن السببْ ؟

لا وقتَ للتجميلِ عندي يا تُرى

أيَّ الجروحِ تُجمِّلين ؟

تلكَ العذاباتُ التي لا تنتهي

ونهايةُ المشوارِ

للنايِ الحزين

لا وقتَ عندي للكلامِ

فكلما صوتي سيعلو

سوفَ يَخنقُهُ الأنينْ

كانتْ نِهايتُنا العَجبْ

مَن ذا الذي يومًا أَحبَّ

ومَن كَذَبْ ؟

أوَلم يَكنْ منذُ البدايةِ حُلمُنا

حُلمَ الحكاياتِ البعيدةْ ؟

ولَكَم رَسمْنا في الدروبِ

نهايةَ الحبِّ السعيدةْ

يومًا سكبتُكِ فوقَ عُمري

فارتوَى غُصنُ القصيدةْ

زمنٌ مَضَى والعمرُ سَافَرْ

والعشقُ غَافَلَنا وهاجَرْ

أنا شاعرٌ

أنا لستُ أملِكُ غيرَ طوفانِ المشاعِرْ

ومِن المُحالِ أخونُ حتى مرَّةً

أو في مشاعِرِنا أُتاجرْ

هي آخرُ الكلِماتِ عندي رُبما

لن تَسمعي مِني سِواها

كنتِ الحياةَ بأسرِها

كنتِ التي قدْ مِتُّ يومًا في هواها

كنتِ البريقَ بأعيُني

كنتِ الحريقَ بأضُلعي

ومن المحالِ تَرونَني أنساها

لكنَّ مَن تَهزي أمامي الآنَ غيرُكِ

لستِ أنتِ

ولستُ أعرفُها ولا هي في الحقيقةِ

سوفَ تعرفُني

كلانا ضائعٌ في غُربةٍ أبديةِ الإحساسْ

لا أنتِ أنتِ ولا أنا

صِرنا بِحقٍّ مثلَ كلِّ الناسْ

فلربَّما يومًا سأمضي من أمامِكِ

دونما أن تُدركي

ولربما يومًا هناكَ سنلتقي

قد كانَ يَجمعُنا معًا حُبٌّ وضاعَ إلى الأبدْ

ما عاد في كفِّي وكفِّكِ منه شيءٌ

حَتَّي آثارِ الزبَدْ

كُنا نُحاولُ نَلتقي

وقد اكتشفنا أننا في كلِّ قُربٍ نَبتعدْ

لا لن نَعودْ

الحبُّ خَيطٌ بينَ قلبينِ

استقرَّا في الحياةِ

ليصنعا صَخَبَ الوجودْ

ولقد قَطعْتِ الخيطَ ما بيني وبينَكْ

وصنعتِ آلافَ السّدُودْ

أنا جئتُ أُبلِغُكِ السلامَ مِن الهوى

وأقولُ لَكْ :

ماتَ الحنينُ بداخلي

ماتَ الحنينُ ولن يَعودْ

.