كانت تجرب – عبدالعزيز جويدة

كانتْ تُجرِّبُ دائمًا

ضِدي أنوثَتَها

فأخسَرُ قبلَ بدءِ المعركةْ

كانتْ خليطًا من حقولِ الوردِ

أو زَهرِ البَنفسَجِ

أو رحيقِ الضوءِ

كانتْ فوحَ عطرٍ

مُسْتَحِيلٌ تُدرِكُهْ

حذَّرتُها للمرَّةِ الأّلف

فتبسَّمَتْ لي ضاحِكةْ

مَهما تَقُلْ لي ما تشاءْ

أنا دائمًا مُتشكِّكَةْ

وسألتُها أينَ التكافؤُ في الفُرصْ ؟

قالتْ : وربي مُدرِكةْ

وأنا أُحاولُ جَاهِدَاً

أتَصنَّعُ الثقةَ التي قد غَادرتني

فالحكايةُ مُربِكَةْ

إن قلتُ يا عُمري أُحبُّكْ

كانتْ تُداري وجهَهَا ..

في نِصفِ شالْ

وتَهيمُ في سُحُبِ الحنينْ

وتقولُ لي : مُتأكدةْ

يومًا سألتُ طبيبَ قلبٍ

كي يُشَخِّصَ حالتي

فأجابني

في الحبِّ لا طِبٌ ولا عِلمٌ ولا …

وأجبتُهُ ما الفائدةْ ؟

في الحبِّ يَسكنُكَ الحنينُ

من البدايةْ

فالحبُّ فينا في الحياةِ وفي المماتْ

مَن قالَ إن الحبَ يسكنُ دائمًا في الأفئدةْ ؟

الحبُ يسكنُ كلَّ شيءْ

حتى الصُخورُ الجامدةْ

رِيمٌ بقلبي شاردٌ

مُتمكِّنٌ مني كداءٍ

ما لهُ عندي دواءْ

إن الأنوثةَ إن طَغتْ

فَتحتْ بلادًا من هُنا

جمعَتْ عِبادًا من هنا

مِن حُبِّهم في العشقِ

صاروا أولياءْ

قلبي يَحِنُّ ويَرتقي

دَرَجَ الحنينِ

وَيَنْتَقِي الأشياءْ

كلُّ الحروبِ لها طُقوسٌ مُعلنةْ

إلا حُروبَ الحبِّ في عُرفِ النساءْ

تَبقى الأنوثةُ وحدَها لُغةَ الهوى

وهي التعالي والتَّجبُّرُ دائمًا والكبرياءْ

طعْمُ الأنوثةِ واحدٌ

لكنهُ في الحبِّ دومًا يُخلَقُ استثناءْ

في الحبِّ تَخسَرُ قبل بدءِ المعركةْ

إياكَ من كسرِ الحبيبِ إذا هوى

في لحظةِ استقواءْ

ستدورُ في يومٍ عليكَ الدائرةْ

فاعشقْ معي

أنا بالمحبةِ كم حَقنتُ دماءْ

.