كاغدنا يشبه حالاتنا – الحكم بن أبي الصلت
كاغدنا يشبه حالاتنا … في كل معنى ويحاكيها
خس فللحظ به صورة … لا شيء في القبح يدانيها
ينفذ في صفحته كلما … ترسمه أقلامنا فيها
نودعه مكنون أسرارنا … وهو إلى الالحاظ يفشيها
مختلف الأجزاء مستخشن … تلمسه الكف فيدميها
كجلدة الأبرص في لونه … وصفا على الحق وتشبيها
لو كان خلقا كان مستشنعا … أو كان خلقا كان تشويها
يعثر الأقلام حتى ترى … مفلولة الحد مواضيها
يتركها تشبه أعجازها … في عدم البرى هواديها
من بعد ما ضاهى بأطرافها … أطراف سمر الخط باريها
وتفعل الأنمل في جريها … كالبرق في سحب يفر بها
وكم غدا يسلبها جاهدا … من كان بالنفس يفديها
يقول من أبصر أطباقها … شلت يد باتت تعبيها
قد عبث السوس بأوساطها … وقرض الفأر حواشيها
لو عرضت رزمته لم تجد … مشتريا في الخلق يشريها
لو بذل الفلس بها غالطا … أوسع تضييعا وتفيها
لا يرزأ السارق منها ولا … يغتالها من حيلة يها
تحصي الحصا مستوفيا عده … من قبل أن تحصي مساويها
من ذم ذا نقص وذاخسة … فهو بذاك الذم يعنيها