قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ – الواواء الدمشقي
قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ … لنبذلَ مذخورَ الدموع السواكبِ
و إلاّ فدلوني على َ الصبر إنني … رأيتُ اصطباري من أعزّ المطالب
كأنَّ جفوني يوم منعرجِ اللوى … ملاعبهمُ ما بين تلكَ الملاعبِ
تلحُّ علينا بالدموع كأنها … لجاجة ُ معتوبٍ على َ عتب عاتبٍ
منازلُ لم ينزل بها ركبُ أَدمع … فيقلعَ إلاَّ عن قلوبٍ ذواهبِ
تَعشَّقَ دمعي رسْمَها فكأَنَّها … تظلُّ على َ رسمِ من الدمعِ واجبِ
تليدُ هوى ً في الرسمِ حتى كأنما … هو الرسمُ إلاَّ أنهُ غيرُ ذاهبِ
وإنّي لمسلوبٌ عليك تجلُّدي … إذا كان صبري شاهداً مثل غائبِ
ولما وقفنا ساحة َ الحيّ لم نُطِقْ … كلاماً تناجينا بكسر الحواجبِ
نُناجي باضمار الهوى ظاهرَ الهوى … بأَطيبَ من نجوى الأَماني الكواذِبِ
عقائلَ من عليا ” عقيل ” درجنَ لي … بحلوا الرضى في السخط درج العواقبِ
إذا أَسبلتْ زهواً غدائِرَ شعرها … تَوَشَّحْنَها من طولها بالمناكبِ
و خالفنها لما استجرنَ لنا بها … كما خالفتْ في «لا» أَنامِلُ كاتِبِ
يُقِمْنَ لنا برقَ الثغورِ أَدِلَّة ً … إذا ما ضللنا في ظلامِ الذوائبِ
شموسٌ متى تبدو تضيءُ لنا الدجى … فمشرقها فيه بغيرِ مغاربِ
متى قَدِمَتْ من سفرة ِ الهجر عيسُهم … تلقيتها بالوصل من كلَّ جانبِ
وصيَّرتُ أَجْفاني وِطاءً لِوَطْئها … حذاراً عليها من صروف النوائبِ
وعلقتها بالشوقِ في الملعبِ الذي … بهِ لعبتْ أيدي البلى بملاعبِ
و ليلٍ طويلٍ كان لما قرنتهُ … برؤية من أَهوى قصيرَ الجوانبِ
كخفقة ِ قلبٍ أو كقبلة ِ عاشقٍ … على حذرٍ أو ردَّ طرفِ المراقبِ
كواكبُه تبكي عليه كأَنَّما … ثكلنَ الدجى أو ذقنَ هجرَ الحبائب
يبرِّحُ بي وَجْدي إذا لاحَ كوكبٌ … كأَنَّ به وَجداً ببعضِ الكواكبِ
سأهبطُ من بحر الليالي مذاهباً … متى قصرتْ بي في هواهُ مذاهبي
وأَسحبُ ذيلَ العزم في أَرضِ هِمَّة ٍ … إلى واهبٍ أَموالَهُ للمَوَاهِبِ
إلى من يظلُّ الجودُ يقسمُ أنه … هو الجودُ موقوفاً عَلَى كلِّ طالبِ
هو السيفُ إلاَّ أنه ليس نابياً … إذا عاقَه المقدورُ عن كلِّ ضاربِ
إذا شاجروهُ بالرماحِ تشاجرتْ … نفوسُ المنايا في نفوسِ الكتائبِ
وتصبُغُ أَيدي النقع أَيدي خيولِهِ … بمحمرَّ تربٍ من نجيع الترائبِ
وكم خاض نقعاً يُمْطِرُ الهامَ وقْعُهُ … إلى الموتِ في صَفَّيْ قَناً وقواضِبِ
إذا شئتَ عوناً لا يَذِلُّ لِحادِثٍ … فنادِ على َ اسم الله : ” يا سيفَ غالب “