قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ – سبط ابن التعاويذي

قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ … مَا هَكَذَا يَفْعَلُ کلصَّدِيقُ

أتَيتَ ما لم يكنْ بمِثلي … ولا بأمثالِكُمْ يَليقُ

نَقَضْتَ عَهْدِي وَكَانَ ظَنِّي … بِأَنَّهُ مُحْكَمٌ وَثِيقُ

وكنتَ تَنسى حقّي وكانتْ … مَرْعِيّة ً عندَكَ الحُقوقُ

قد كنتَ أوعَدْتَني بوَعدٍ … أَنْتَ بِأَمْثَالِهِ خَلِيقُ

أَنَّكَ تَجْلُو هَمِّي بِيَوْمٍ … يجمعُ أطرافَهُ الفُسوقُ

يَبُلُّ فِيهِ غَلِيلَ صَدْرِي … شَرابُكَ المُسْكِرُ العتيقُ

أَخْلَفْتَنِي وَکنْفَرَدتَّ عَنِّي … أما استحى وجهُكَ الصَّفيقُ

وَقَدْ تَحَقَّقْتَ فِيَّ أَنِّي … صَبٌّ إلى شُربِها مَشُوقُ

وَأَنَّنِي فِي هَوَى کلْوُجُوهِ کلْـ … ـحِسَانِ مَا عِشْتُ مَا أُفِيقُ

أَضَاقَ عَنِّي لَكُمْ فِنَاءٌ … عَنِ کلاَّخِلاَّءِ لاَ يَضِيقُ

وهل علمتُمْ بأنَّ شُكري … عَبْدٌ لإحْسَانِكُمْ رَقِيقُ

أَما وَحَقِّ کلْمُدَامِ صِرْفاً … يخجلُ من لونِها الشَّقيقُ

وَكُلِّ هَيْفَاءَ ذَاتِ دَلٍّ … يَقْتُلُنِي قَدُّهَا کلرَّشِيقُ

يَشْكُو إلى رِدْفِهَا کلْمُعَبَّا … من جَورِهِ خَصرُها الدقيقُ

لِلصَّبِّ مِنْ وَرْدِ وَجْنَتَيْهَا … وِردٌ ومن ثَغرِها رَحيقُ

إنّ‍كَ إنْ لم تُصْخِ لعَتْبي … جاءَكَ منّي ما لا تُطيقُ

وإنّنا الدهرَ لا التَقَيْنا … إلاَّ وَقَدْ ضَمَّنَا کلطَّرِيقُ