قف بي نحيي رباها أيها الحادي – إبراهيم اليازجي
قف بي نحيي رباها أيها الحادي … فتلك أبياتها في عدوة الوادي
قد خيمت باللوى الغربي ضاربة … عليه أطنابها من غير أوتاد
مقيمة لم تقم إلا على سفر … ما ينقضى بين تأويب وأساد
تمشي الهويني كما مر النسيم ضحى … في هودج من شعاع النور وقاد
يحجب البعد سيماها فإن قربت … صدت دلالاً فزادت غلة الصادي
يسارق الطرف عين الشمس منطرها … فالشمس من دونها حلت بمرصاد
حتى إذا هجعت في ليلها ظفرت … منها العيون بلمح الميسم الباد
فنبئينا رعاك الله جارتنا … بل أنت سوغ لنا من عهد ميلاد
قد انقطعنا فما أن بيننا صلة … ولا سبيل لملاح ولا حاد
ولم يكن بيننا سد وقد ضربت … أيدي الفضا دون لقيانا باسداد
ما أن ينالكم للبرق منطلق … ولا يقرب منكم سير منطاد
وإنما رسلنا الأنوار حاكية … نار الصليب تبدت فوق انجاد
تهدي لنا عنكم رمزاً تعود لكم … بمثله بين اصدار وايراد