قف بالديار وحيهن ديارا – السيد الحميري

قف بالديار وحيهن ديارا … وأسق الرسوم المدمع المدرارا

كانت تحل بها النوار وزينب … فرعى إلهي زينبا ونوارا

قل للذي عادى وصي محمد … وأبان لي عن لفظه انكارا

من عنده علم الكتاب وحكمه … من شاهد يتلوه منه نذارا

علم البلايا والمنايا عنده … فصل الخطاب نمى إليه وصارا

وله ببدر وقعة مشهودة … كانت على أهل الشقاء دمارا

فاذاق شيبة والوليد منية … إذ صبحاه جحفلا جرارا

وأذاق عتبة مثلها أهوى لها … غضبا صقيلا مرهفا بتارا

وله بلاء يوم أحد صالح … والمشرفية تأخذ الأدبارا

إذ جاء جبريل فنادى معلنا … في المسلمين وأسمع الأبرارا

لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى … إلا علي أن عددت فخارا

من خاصف نعل النبي محمد … أرضى الإله بفعله الغفارا

فيقول فيه معلنا خير الورى … جهرا وما ناجى به أسرارا

هذا وصي فيكم وخليفتي … لا تجهلوه فترجعوا كفارا

وله بيوم الدوح أعظم خطبة … أدى بها وحي الإله جهارا

وله صراط الله دون عباده … من يهده يرزق تقي ووقارا

في الكتب مسطور مجلى باسمه … وبنعته فاسأل به الأخبارا

من كان ذا جار له في مسجد … من نال منه قرابة وجوارا

والله أدخله وأخرج قومه … واختاره دون البرية جارا

من كان جبريل يقوم يمينه … فيها وميكال يقوم يسارا

من كان ينصره ملائكة السما … يأتونه مددا له أنصارا

من كان وحد قبل كل موحد … يدعو الإله الواحد القهارا

من كان صلى القبلتين وقومه … مثل النواهق تحمل الأسفارا

من كان في القرآن سمي مؤمنا … في عشر آيات جعلن خيارا

من قال للماء افجري فتفجرت … ما كلفت كفا له محفارا

حتى تروى جنده في مائها … لما جرى فوق الحضيض وفارا

وبكربلا آثار أخرى قبلها … أحيا بها الأنعام والأشجارا

وأتاه راهبها وأسلم طائعا … معه وأثنى الفارس المغوارا

أم من عليه الشمس كرت بعدما … غربت وألبسها الظلام شعارا

حتى تلاقى العصر في أوقاتها … والله آثره بها إيثارا

ثمت توارت بالحجاب حثيثة … جعل الإله لسيرها مقدارا

من كان آذن منهم ببراءة … في المشركين فأنذر الكفارا

منكم برئنا أجمعين فأشهرا … في الأرض سيروا كلكم فرارا

وابتاع من جبريل حبا قد زكى … في جنة لم تحرم الأنهارا

جبريل بايعه وأحمد ضيفه … خير الأنام مركبا ونجارا