قصدتُ إليك لاأُدْلي بشيءٍ – ابن الرومي

قصدتُ إليك لاأُدْلي بشيءٍ … أرى حَقِّي عليك به عظيما

سِوى الكرم الذي أعرقْتَ فيه … وحسبي أن تكون فتى كريما

ولم أمدحكَ إتحافاً بمدحٍ … كفى مدحٌ غُذيتَ به فطيما

ولكنِّي دعوتُك في سُؤالي … بأسماءٍ دُعيتَ بها قديما

ولم أر كُفْءَ سَمْعكَ من كلامي … سوى المُوْزونِ وزناً مُستقيما

ولستُ أرى ثوابَ الشعر دَيْناً … عليك ولا أرى نفْسي غريما

ولكنِّي أراك تراه حقّاً … لمجدك والوسيمُ يرى الوسيما

فإنْ تَكُ عند تأميلي وظَنِّي … فكم صدَّقْتَ بارقكَ المشيما

وإن عاقَ القضاءُ نداك عني … فلستُ أراك في منعي مُليماً

وما غَيْثٌ إذا ما اجتازَ أرضاً … إلى أُخْرى بمُعْتَدٍّ لئيما

بإذن الله يُعْرِي متن أرضٍ … ويكسو أُختَها الزهرَ العميما