في حديقةِ الجُنْدِيِّ المجهول – عدنان الصائغ
الجُنْدِيُّ، الذي نسيَ أنْ يحلقَ ذقنَهُ
ذلكَ الصباح
فعاقبهُ العريف
الجُندِيُّ القتيلُ، الذي نسوه في غبارِ الميدان
الجُندِيُّ الحالِمُ، بلحيتِهِ الكثَّة
التي أخذتْ تنمو
شيئاً،
فشيئاً
حتى أصبحتْ ـ بعد عشرِ سنوات ـ
غابةً متشابكةَ الأغصانْ
تصدحُ فيها البلابلْ
ويلهو في أراجيحها الصبيانْ
ويتعانقُ تحت أفيائها العشّاقْ
……….
…………….
الجُنْدِيُّ..
الذي غدا مُتَنَـزَّهاً للمدينة
ماذا لو كان قد حلقَ ذقنَهُ، ذلك الصباح
28/9/1993 عمّان