في انتظار القصيدة – عدنان الصائغ

في انتظارِ القصيدة

أوقدتُ صبري.. على بابِها

شمعةً.. للترقّبِ

ثُمَّ انحنيتُ..

على أضلعي

خشيةً

أنْ تَفِرَّ طيورُ الحنينِ الحبيسةُ.. نحوَكِ

أنْ يفلتَ القلبُ..

هذا المُبلَّلُ بالوجدِ

.. من قَفَصي

ويضيعُ بغاباتِ حُبِّكِ

مُستوحداً

مُتعَبَ الجَفْنِ

مُنْطَفِئاً بالغُصُونْ

هو القَلَقُ الحلو…

يفترشُ الدربَ

يا ليتها.. لا تجيءُ

فأنَّ الزوابعَ.. لا ترحمُ الغابةَ اليابسةْ

وأمضي..

بكلِّ الشوارعِ.. أمضي

بكلِّ الأزِقَّةِ.. حيثُ افترقنا

وحيث تَلَفَّتُ – مثلَ المُضَيَّعِ –

أبحثُ عن خطوكِ المتواربِ

بين الزِحامْ

لماذا تركتكِ تمضين..

أيّتُها…؟

وكيف تركتُ شرائطَكِ البيضَ..

تنسلُّ – مثلَ الأماني الجميلةِ – من بين كفّي

– لو أنّي شغلتكِ – خمسَ دقائق أخرى –

ببعضِ الحديثِ………

– لو أنّكِ.. كنتِ تركتِ على الرفِّ.. عنوانَ بيتكِ

حتى……

– لو إنّا اتَّفقنا.. على موعدٍ

– لو…

ولكنَّني…

كنتُ مُضْطَرِباً.. ساهماً

فلمّا استفقتُ.. بمنعطفِ الدربِ

كنتُ وحيداً…

تَلَفَّتُ…

كان رداءُ المساءِ، يلفُّ المدينةْ

قدْ تجيءُ القصيدةُ..

.. أو لا تجيء

قدْ تمرُّ الأميرةُ.. تحتَ نوافذِ قلبي

وقد لا تمرُّ

ولكنَّني رغمَ بردِ الطريقِ.. وصمتِ الظلالْ

وما قِيلَ عَنِّي… وما قدْ يُقالْ

سأشتلُ قلبي..

على الغيمِ –

صَفْصَافةً ظامئة

وأبقى على الدربِ..

مرتقباً خطوَكِ الحلوَ…

… حتى أموتْ