في انتظار العائدين – محمود درويش

أكواخ أحبابي على صدر الرمال

و أنا مع الأمطار ساهر..

و أنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال

ناداه بحّار، و لكن لم يسافر.

لجم المراكب، و انتحى أعلى الجبال

_يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر

أنا لن أبيعك باللآلي.

أنا لن أسافر..

لن أسافر..

لن أسافر

أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون

_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون

هذا زمان لا كما يتخيلون..

بمشيئة الملاّح تجري الريح ..

و التيار يغلبه السفين

ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون.

نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين

هاتي بقول الحقل هاتي العشب

إنّا عائدون

خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد

و أنا مع الأمطار ساهد

عبثا أحدّق في البعيد

سأظل فوق الصخر.. تحت الصخر.. صامد