في الشاطىء الثاني – عبدالله البردوني

يا وجهها في الشاطىء الثاني … أسرجت للإبحار أحزاني

أشرعت يا أمواج أوردتي … وأتيت وحدي فوق أشجاني

ولما أتيت ؟ أتيت ملتمسا … فرحي وأشعاري وإنساني

من أين ؟ لا أرجوك لا تسلي … تدرين … وجه الريح عنواني

لو كان لي من أين قبل هنا … قدّرت أن التّيه أنساني

من أين ثانية وثالثة … أضنيت بحث الردّ . أضناني

من قبري الجوال في جسدي … من لا متى ، من موت أزماني

من أخبرتني عنك ؟ لا أحد … من دلّني ..؟ عيناك … شيطاني

قلقي حنين العمر عفرتني … في البحث عن تربيتك ألحاني

عن نبض أعراقي وعن لغني … عن منبتي من عقم أكفاني

أعليّ أفنى ها هنا عطشا … جوعا ؟ وفي كفّيك بستاني

حان اقترابي منك … أين أنا ؟ … الشوق أقصاني وأدناني

من أين لي يا ريح معجزة … يا موج أين رأيت ربّاني؟

يا صبحها من أين مدّ يدا … يا عطرها من أين ناداني؟

الشاطىء اللّهفان يدفعني … وأخاف هذا المعبر القاني

من أين يا جذلى أمدّ فمي … ويدي إلى بستانك الهاني؟

من أين ؟ أن البعد قرّبني … من أين ؟ أن القرب أقصاني

اليوم كان الدء يا سفري … وغدا سألقاها وتلقاني

فلتنتظرني حيث أنت غدا … يا وجهها في الشاطىء الثاني.