فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن – محيي الدين بن عربي
فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن … فِراري عن خوفِ عناية ِ مصطفى
فنوديتُ من تبغي فقلت: وصالَ من … دعاني إليهِ قبلُ والرسمُ قدْ عفا
فما هو مطموسٌ وما هوَ واضحٌ … وطالبه بالنفسِ منه على شَفا
فلوْ كانَ معلوماً لكانَ مميزاً … ولوْ كانَ مجهولاً لما كانَ منصفا
فيا ليتَ شِعري هل أراه كما أرى … وجودي ومن يرجو غنياً قدْ أنصفا
فقال لسانُ الحالِ يخبر أنني … غلطتُ ولا واللهِ جئتُ معنفا
فبادرني في الحالِ من غيرِ مقصدي … أيا حادبي عندي ببابي توقفا
فإني بحكمِ العينِ لستُ مخيراً … ولو كنتُ مختاراً لما سمعوا قفا
فنيتُ به عني فأدركَ ناظري … وجودي وغيري لوْ يكون تأسفا
فما ثمَّ إلا ما رأيتُ ومنْ يرمْ … سوى ما رأينا فهو شخصٌ تعسفا
فرامَ أموراً عقلهُ حاكمٌ بها … وما أثبتَ البرهانُ فالكشفُ قدْ نفى