غلت يد العادي إلى صدره – ابن شهاب
غلت يد العادي إلى صدره … ورد كيد الخصم في نحره
والله جلت ذاته حافظ … حافظ دين الله في عصره
خليفة الحق الذي اختاره … في برّه الباري وفي بحره
يدبر الكافر مكرا به … وأين مكر الله من مكره
شلت يد القاصد بالسوء من … تنفيذ أمر الله في أمره
ما لبغات الطير في جوّها … تطمع في نيل أَذى نسره
وذلك الغادر لا بد أن … يكرع من مر جنى غدره
أفٍ له أفٍ وتفٍ لمن … أغراه أو ساعد في نكره
أهكذا يصنع من يدعي … شهامة النفس لدى فخره
كلاّ ولكن هذه شيمة ٌ … لِلائث الخمر على شعره
لو أنهم ممّن يروم العلى … لا قوه يوم الروع في مجره
يستنصرون الصفر وهو الذي … في بيضه النصر وفي سمره
أعجزهم ليث الشرى في الوغى … فاعملوا الحيلة في ختره
وما دروا أن الذي حاولوا … أذاه لا يطمع في ضره
عليه من كيد العدا جنة ٌ … صائغها الرافع من ذكره
إثم تولت كبره أمة ٌ … يعرفها العالم من أسره
من شانها بث بذور الشقا … في الأرض والنفخ على جمره
إن تذر بغياً في حمى حاكم … ظنت منال الربح في خسره
قبحاً لها مدت خياناتها … في عامر الملك وفي قفره
آمنة من أن تجازى بما … من جمه جاءته أو نزره
علماً بأن الحر مستنكف … عن فعلها السوء وعن أصره
إن أدركت ما أدركت غيلة … فالليث لا يهجع عن وتره
والبحر قد يجزر لكنه … في مده بحر وفي جزره
إيهاً أمير المؤمنين أتئّد … بالدين واحملهم على يسره
واضرب بسيف الحق واخضد به … شوكة من يَعْمَه في شره
وكن بحبل الله مستعصماً … وثق بما عوّدت من نصره
واحمده واجعل شكره ديدنا … إن مزيد الفضل في شكره
ولنرفع الأيدي وندعو الذي … لا بر إلا وهو من برّه
أن يمنح الإسلام عزاً به … يعلو شعاع الحق من زهره
يعنو له البوذي في داره … ويخضع الراهب في ديره
وينصر السلطان نصراً به … يجتث عرق البغي من جذره
مخلّداً أيامه منعماً … ما شاء في مد مدى عمره
بحق روحانية المصطفى … وآله عمد الهدى غره