غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ – ابن الرومي

غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ … ورضاً أعزُّ من العُرابِ الأعصم

لم يَبْقَ من أحدٍ أفاخر بكم … إلا رآني أمسِ غيرَ مُكرَم

عمَّ الأذينُ بإذْنه وتخلفت … حالي فلم أُذْكر ولم أتوهم

لكنْ نُبذْتُ مع اللَّفيفِ بمَسْمع … وبمنظرٍ للشَّامتينَ ومَعْلمِ

بلْ ما أصابتني هناك شماتة ٌ … لكنْ غُبِطْتُ بأنَّني لم ألطمِ

وأشدُّ من ظُلم الأذينِ وسائلي … عِلْمي بظَنِّكَ أنَّني لم أُظْلم

عطفاً عليَّ أبا الحسين فإنَّني … من أوليائك في الزمانِ الأقْدم

أنا من عراكَ وبابُ داركِ مُوحِشٌ … من كلِّ مُؤتنفٍ عليَّ مُقدَّم

إنّي أُعيذُكَ يا مُؤَمَّل دَهْرِه … من أنْ يراك المجدُ دافعَ مَغْرَم

بل أنتَ مُعْفًى من جميع حوائجي … إلاّ لقاءك في السواد الأعظم

لا أبتغي ما كنْتُ آمُلُ مرَّة ً … حسْبي بوجهِك فهو أفضلُ مَغْنم

بل أستقيلُك لستَ ممن يُبْتَغى … منهُ المودة ُ باحتمال الدرهم

أنت الذي أحظى الوسائل عنده … أن يُجْتَدى ولا أسألنَّك فاعلْم

حسْبي جداك إلى هواكَ وسيلة ً … ستُحبُّني إنْ نِلْتُ نَيْلَكَ فاسْلَم