عَلى التَّلَعاتِ الحُوِّ مِنْ أيمَنِ الحِمى – الأبيوردي

عَلى التَّلَعاتِ الحُوِّ مِنْ أيمَنِ الحِمى … لِكَعْبِيَّة ٍ آباؤُها طَلَلٌ قَفْرُ

كأنَّ بقاياهُ وشائعُ يمنة ٍ … ينشِّرها كيما يُغالي بها التَّجرُ

وَقَفْنا بِهِ والعَيْنُ تَجْرِي غُروبُها … وتُرْزِمُ عِيسٌ في أَزِمَّتها صُعْرُ

ويعذلني صحبي ويسبلُ دمعهُ … خليلي هُذيمٌ بلَّ هامتهُ القطرُ

ولستُ أبالي منْ يلومُ على الهوى … فَلِي فِي هَوى سَلْمَى وأَتْرابِها عُذْرُ

نَحيلَة ُ مُسْتَنِّ الوِشاحِ خَريدَة ٌ … إذا نهضتْ لمْ يستطعْ ردفها الخصرُ

تَميسُ اهتِزازَ الغُصْنِ مِنْ نَشْوَة ِ الصِّبا … أمنْ مقلتيها أسكرَ القدمَ الخمرُ

وما أنسَ لا أنس الوداعَ وقولها: … بَني عَبْدِ شَمْسٍ أَنْتُمُ في غَدٍ سَفْرُ

أَجَلْ نَحْنُ سَفْرٌ في غَدٍ، وَدُموعُنا … بنحركِ أوْ بالمبسمِ العقدُ والثَّغرُ

ورحنا سراعاً والقلوبُ مشوقة ٌ … أقامَتْ بِها الأَشْجانُ وَارتَحَلَ الصَّبرُ

حَمامَة َ ذاتِ السِّدْرِ باللهِ غَرِّدي … يُجاوِبْكِ صَحْبِي بِالنَّقا، سَقِيَ السِّدْرُ

أيُسعدُ منْ يُدمي جوانحهُ النَّوى … حمامٌ لديهِ الإلفُ والفرخُ والوكرُ

يناغيهما حتّى يميلَ إليهما … إذا اكْتَنَفاهُ الجِيدُ مِنْهُ أوِ النَّحْرُ

ولا يَسْتَفِزُّ الشَّوقُ إلاّ مُتَيَّماً … إذا ذُكِرَ الأَحْبابُ رَنَّحَهُ الذِّكْرُ

وبالقارَة ِ اليُمْنى عَلَى عَذَبِ الحِمى … عِذابُ الثَّنايا، مِنْ سَجِيَّتِها الهَجْرُ

تَذَكَّرْتُها وَاللَّيْلُ يُسْبِلُ ظِلَّهُ … فبتُّ أريقُ الدَّمعَ حتّى بدا الفجرُ