عَجِلتِ وَما كُلُّ العَواذِلِ يَعجَلُ – علي بن الجهم

عَجِلتِ وَما كُلُّ العَواذِلِ يَعجَلُ … وَكَم لائِمٍ مُستَجهِلٍ وَهُوَ أَجهَلُ

وَرىً لِمَطايا لا تَزالُ عِتاقُها … تَخُبُّ بِآجالِ الرِجالِ وَتُرقِلُ

كَأَن لَم تَكُن لَيلى تُزارُ وَلَم أَكُن … أُزارُ إِذا ما غِبتُ عَنها وَأوصَلُ

وَلَمّا بَدَت بَينَ الوُشاةِ كَأَنَّها … عِناقُ الفِراقِ يُشتَهى وَهُوَ يَقتُلُ

يَئِستُ مِنَ الدُنيا وَقُلتُ لِصاحِبي … لَئِن عَجِلَت لَلمَوتُ أَوحى وَأَعجَلُ

أَلا عَلِّلاني وَالكَريمُ يُعَلَّلُ … وَلا تَعذِلاني ما يَحِلُّ وَيَجمُلُ

سَماعٌ وَرَيحانٌ وَراحٌ وَصاحِبٌ … حَبيبٌ إِلَينا ما يَقولُ وَيَفعَلُ

وَإِيّاكُما وَالخَمرَ لا تَقرَبانِها … كَفى عِوَضاً عَنها الشَرابُ المُعَسَّلُ

لَنا في بَني العَباسِ أَكرَمُ أُسوَةٍ … فَهُم خَيرُ خَلقِ اللَهِ طُرّاً وَأَفضَلُ

أَلَيسَت لَهُم عِندَ المَقامِ سِقايَةٌ … مُكَرَّمَةٌ تَروي الحَجيجَ وَتَفضُلُ