عيد تجدد فيه مجد عدنان – جبران خليل جبران

عيد تجدد فيه مجد عدنان … وقد تآخى المليكان الوفيان

إن مثلا وطنين اليوم في وطن … فما العروبة إلا شمل أوطان

هز ائتلافهما الدنيا وبشرها … بينمن حال لأجيال وأزمان

وما يوثق عهدا في أواصره … كما يوثقه بالود قلبان

فاروق يا من كفاه في حصافته … وعدله أنه فاروق الثاني

أوليت مصر من الآلاء ما نطقت … به روائع إصلاح وعمران

غلى مفاخر ملء الشرق من أدب … ومن فنون ومن تثقيف أذهان

واليوم ضاعفت ما تسدي بمأثرة … أعيت بلطف المعاني كل تبيان

فقد أتحت لمصر ملتقى عجبا … جلا لها مطلع البدرين في آن

ما أعجز الشعر عن غيفاء حقهما … لو أنه صيغ من در وعقيان

أهلا وسهلا بمن في القلب منزله … بالعاهل العربي الباذخ الشان

كالنجم بعدا وتدنيه مؤانسة … كلاليث بأسا وفيه حلم إنسان

رصانة وذكاء وانبساط يد … أكرم بها يد سمح غير منان

سل أهل نجد وسل أهل الحجاز به … تسمع احاديث سمار وركبان

وسل أولي عبقريات جروا معه … عن عبقريته في كل ميدان

نعم الأمين لبيت الله يوسعه … برا ويرعاه في تقوى وغيمان

أقر حاضره وباديه … ما أنفع العدل مقرونا بإحسان

بنى القرى في ااقصي البيد يعمرها … وقبله لم تباشرها يدا بان

يستقبل العيش فيها من تديرها … ولا تراع له شاء بذوبان

وأخرج الدر من اخلاف جلمدها … للعائلين ومن أجواف غيران

في الرزق ماء لارواء وتغدية … وفيه ماء لأنوار ونيدان

والماء والنار جل الله ربهما … في النفع للناس أو في الضر سيان

حياك ربك يا ضيفا ألم بنا … ونحن من جذل أشباه ضيفان

إن البلاد التي ولتك سدتها … لها هوى مصر في سر وإعلان

هوى وشائجه فيها مقدسة … وقد اقامت عليه كل برهان

هل أبصر الركب حشدا غير مبتهج … فيها وعاج بمغنى غير مزدان

آل السعود هم السيد الاولى كتبت … آي السعود لهم أقلام مران

سحائف المجد خطوها وزينها … عبدالعزيز بتاج فوق عنوان

فما غوى جيش مصر في تحيته … رب الكتائب من رجل وفرسان

يا سادة العرب من صيابة نجب … أوتوا الرياسات أو أرباب تيجان

تضمه مفي سبيل الضاد جامعة … كل بها لأخيه خير معوان

هل بغية العرب إلا صون عزتهم … بالائتلاف وإلا درء عدوان

لم تشهدونا وأنتم بين أعينينا … ورب قاص على رغم النوى دان

ويا مليكين فزنا من لقائهما … بنعمة عز أن توفى بكشران

عيشا وزيدا فخار الأمتين بما … آتاكما الله من جاه وسلطان